الأحد 28 ديسمبر 2025 الموافق 08 رجب 1447

سامح فهمي: مستقبل احتياطيات البترول مرهون بالشفافية والتكنولوجيا والاستقرار السياسي

143
المستقبل اليوم

نظّمت نقابة المهندسين، تحت إشراف شعبة الهندسة الكيميائية، محاضرة علمية عالمية ألقاها المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق، تناولت مستقبل احتياطيات البترول والغاز الطبيعي في العالم، في ظل المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية المتسارعة.

وجاءت المحاضرة تحت عنوان يركز على احتياطيات النفط والغاز واختلاف بياناتها عالميًا، حيث قدّم فهمي تحليلًا شاملًا لأسباب التباين الواضح بين التقارير الدولية المختلفة الصادرة عن المؤسسات المعنية بالطاقة، سواء فيما يتعلق بالنفط الخام أو الغازات الطبيعية.

أسباب اختلاف بيانات الاحتياطيات

وأوضح وزير البترول الأسبق أن هذا التباين يرجع إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، من أبرزها:
  •   التقلبات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على تقدير الجدوى.
  •   التطورات التكنولوجية التي تسمح باستخراج موارد لم تكن ممكنة سابقًا.
  •   اختلاف معايير تصنيف الاحتياطيات من جهة إلى أخرى.
  •   الحوافز السياسية والاستراتيجية لبعض الدول.
  •   درجات عدم اليقين الجيولوجي.
  •   التغيرات الزمنية في أساليب التقدير.
  •   أساليب إدارة خزانات البترول أثناء الإنتاج.
  •   منهجيات إعداد البيانات ونشرها ومتابعتها.

وأشار فهمي إلى أن أحد أهم التقارير الإحصائية العالمية المتخصصة في بيانات الطاقة والبترول عزف عن نشر أي بيانات تخص الاحتياطيات خلال السنوات الخمس الأخيرة، في إشارة واضحة إلى حساسية ودقة هذا الملف.

الشفافية والتكامل المؤسسي

وخلصت المحاضرة إلى أن عملية إعداد الإحصائيات الخاصة بحجم احتياطيات النفط والغاز الطبيعي عملية معقدة للغاية، وتتطلب أعلى درجات الشفافية والنزاهة والخبرة الفنية، إلى جانب التعاون الوثيق بين أطراف المنظومة كافة، وبخاصة:
  •   المؤسسات الحكومية المعنية.
  •   الشركات البترولية، خاصة أطراف الاتفاقيات.
  •   الجهات المُصدِرة للتقارير والإحصاءات الدولية.

وشدد على ضرورة موافاة هذه الجهات ببيانات سليمة ومحدّثة، مع توضيح الأسس الفنية والعلمية لإعدادها، لما لهذه البيانات من تأثير بالغ الأهمية على القرارات الفنية والاقتصادية والسياسية، وعلى خطط الإنتاج والاستهلاك والتنمية في مختلف دول العالم.

ملامح مستقبل النفط والغاز

وفي استعراضه للاتجاهات المستقبلية، أوضح فهمي ما يلي:
  •   النفط غير التقليدي: ستتجه العديد من دول العالم إلى البحث عن مصادر غير تقليدية مثل الغاز الصخري والرمال النفطية، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وكندا وفنزويلا، بهدف رفع حجم احتياطياتها من النفط والغاز.
  •   أفريقيا والطاقة: رغم أن القارة الأفريقية تمتلك مجتمعة نحو 7% فقط من احتياطيات النفط العالمية ونسبة مماثلة من احتياطيات الغاز، إلا أنه من المتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في المستقبل البعيد، مع إمكانية ارتفاع احتياطياتها من الغاز إلى ما بين 15–20% من الإجمالي العالمي.
  •   الدول الكبرى المالكة للاحتياطيات: أشار إلى أن دولًا مثل إيران، العراق، ليبيا، نيجيريا، وفنزويلا تمتلك احتياطيات ضخمة، لكنها في الوقت نفسه أصبحت عرضة لضغوط وصراعات سياسية وعسكرية واقتصادية، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرارها والتأثير على مستويات الإنتاج مستقبلاً.

وأكد في ختام محاضرته أن تأمين إمدادات النفط والغاز سيظل ملفًا استراتيجيًا بالغ الحساسية، تديره الدول الكبرى من خلال مزيج من السياسات الاقتصادية والعلاقات الدولية والصفقات طويلة الأجل، بما يضمن استدامة الطاقة وتحقيق التنمية.

واختتمت المحاضرة وسط اهتمام واسع من المهندسين والمتخصصين، لما حملته من رؤية تحليلية عميقة لواحد من أخطر ملفات الاقتصاد والسياسة في العالم المعاصر.




تم نسخ الرابط