مجرد رأي: الرقم (١٠٧) تحذير للقيادات

١٠٧ هو عنوان كتاب جديد صدر في الولايات المتحدة كتبته السيدة كاميلا هاريس، نائبة الرئيس السابق. والرقم يعبّر عن عدد الأيام التي قضتها في حملتها الانتخابية لمنصب الرئيس، حيث تتحدث فيه عن كافة التفاصيل والأحداث التي مرت بها خلال تلك الفترة.
لكن المثير أنها تعرضت في أحد المؤتمرات المخصّصة للترويج لهذا الكتاب إلى هجوم وانتقادات لاذعة بشأن سياساتها خلال فترة توليها المنصب، خاصة فيما يتعلق بموقفها من حرب غزة وما يحدث فيها، إذ واجهت هتافات عنيفة تتهمها بأن يديها ملطخة بدماء الأطفال. الأمر اضطرها إلى محاولة التعليق لامتصاص الغضب المحيط بها، فألقت باللوم على الرئيس السابق ومعاونيه مؤكدة أن موقفها لم يكن مؤيدًا للإجراءات التي اتخذوها.
وللأسف، فتحت تلك التصريحات النار عليها، كونها تنتقد نظامًا كانت هي أحد أعضائه، فظهرت وكأنها تتحلى بـ “شجاعة زائفة” بعد أن غادرت المنصب.
هذا يقودنا إلى مبدأ مهم جدًا: الشجاعة الحقيقية ليست في انتقاد القيادة بعد مغادرتها، وإنما في إبداء المعارضة السليمة في وقتها المناسب وأثناء وجودك في المنظومة. وهذا ما سبق وأن ناقشته الإعلامية حكاوي علام في إحدى حلقاتها بشرح وافٍ ودقيق.
فالناس لا تستسيغ بسهولة أن تنتقد نظامًا أو قيادة كنت شريكًا فيها، لأن الشجاعة تكمن في المواجهة الصحيحة في وقتها. أما إن جاءت المعارضة بعد زوال المسؤولية أو مغادرة من تهاجمه منصبه، فهي وبال عليك أكثر مما تنفعك، وتنال منك أكثر مما تمنحك تعاطفًا لا قيمة له.والسلام،
#سقراط