الإثنين 01 سبتمبر 2025 الموافق 09 ربيع الأول 1447

كلمة السر (أبو سلطان)

650
المستقبل اليوم

أثار حادث انفجار مجمع بلوف منطقة (أبو سلطان) مساء أمس حزنًا عميقًا على كل من ذهب ضحيته وعلى المصابين الذين نتمنى لهم سرعة الشفاء. واسم هذه المنطقة تحديدًا له ذكريات أليمة منذ أن تعرّضت لغارة جوية عنيفة على قواعد حائط الصواريخ بها أثناء حرب الاستنزاف، بعد أن عرف العدو من بعض الجواسيس بهذا المشروع الكبير، وكان له ضحايا كثيرون من المهندسين والعمال.

وها هي الأيام تأبى إلا أن تعود بنفس الأحزان، ويحدث انفجار مروع أثناء عملية صيانة في أحد خطوط الغاز. وتأتي هنا المسئولية التي طالما تحدثنا عنها، والتي لا يجب أن يفلت المتسبب فيها من العقاب الحاسم. العدو الآن ليس الطائرات المغيرة، ولكن أصبح الإهمال والتراخي والجهل. وهذا العدو الجديد لا يرحم لأنه خفي، يسري في مجرى الدم، ولا تستطيع رؤيته، ولكنه يظهر فجأة كالوحش الكاسر ليطيح بالأرواح ويقهر الأجساد ويذهب بمجهود وثمرة كل إنجاز.

من المعلومات العامة نعرف أن مثل هذه العمليات يجب أن تُجرى بإزاحة هذه الخطوط بالمياه لإزالة أي آثار للغاز سريع الاشتعال. لن نتدخل في الفنيات على كل حال، ولكن هذه العمليات لها خطواتها وأصولها المحكمة، وعدم اتباعها توفيرًا للمال أو الجهد أو العمل بنظام “الفهلوة” المعروف عنا يؤدي إلى مثل هذه الكوارث.

وعندما انطلقنا نطالب بالإقالة الفورية لكل فاسد أو مقصر، فإننا نطلق هذه الصيحة أيضًا وبصوت أعلى لإقالة وفصل كل المسئولين عن هذا الحادث الأليم أياً كانت مواقعهم ووظائفهم، فهم لا يستحقونها، فلا يوجد ما هو أبعد من أرواح أُزهقت. هو مطلب عادل، لا رجاء فيه لأحد أو من أحد.

وتبقى نقطة مضيئة في هذا الحادث المظلم، وهي بيان الوزارة الذي صيغ بطريقة احترافية، تم اختيار كلماته بعناية شديدة، وكان قصيرًا مقتضبًا، ويشير إلى أن هناك من بدأ يدرك أهمية كتابة هذه البيانات والتصريحات ووقعها على الرأي العام بأسلوب صحيح، بعيدًا عن “مواضيع التعبير”. وهو أسلوب لا يُخفي الحقيقة، وفي نفس الوقت يخفف من وقعها إلى حد كبير، وهذا هو الذكاء في التعامل مع مثل هذه الكوارث.

نتمنى أن نرى إجراءات سريعة وصارمة ضد هؤلاء المسئولين فورًا، ليعيد الجميع حساباتهم تجاه مسئولية وأهمية هذه الأعمال، لأن أرواح الناس وأجسادهم هي مسئوليتنا جميعًا.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط