من هو الشخص الذي تتوافر فيه شروط المتحدث الرسمي للبترول؟

ليس المتحدث الرسمي لوزارة البترول مجرد منصب إداري أو وظيفة بروتوكولية، بل هو الفارس الإعلامي الذي يمتطي جواد الكلمة، حاملاً رسالة قطاع هو شريان الطاقة في الوطن، وممسكًا بزمام المعلومة التي تصنع الثقة وتحفظ هيبة الوزارة أمام الداخل والخارج.
وهنا تأتي الحقيقة الواضحة: متحدث البترول لا يجب أن يكون صحفيًا أو إعلاميًا بالأساس، بل مهندس بترول متخصص، أو مهندسًا عمل في القطاع لسنوات، أو شخصًا بدأ حياته داخل أركان القطاع وامتلك أدوات تؤهله لذلك، بحيث بات يعرف أدق تفاصيل الحقول وخطوط الغاز، ويفهم لغة الأرقام كما يفهم لغة الشارع، ويجمع بين العمق الفني والقدرة على مخاطبة الجمهور. فالمصداقية في هذا القطاع تبدأ من الفهم العميق للعمل الفني قبل فن الخطابة.
وكما كان الراحل المهندس شريف إسماعيل نموذجًا يُحتذى به حين كان متحدثًا رسميًا للوزارة، فإن من يتولى هذا الدور يجب أن يجيد عدة لغات، ليخاطب العالم بلغته، ويشرح قصة مصر في الطاقة بلغة لا تحتاج إلى ترجمان.
ومن بين الأسماء التي تجسد هذه المواصفات، تبرز عدة شخصيات، منهم: المهندس يس محمد، وكيل أول الوزارة الحالي، والدكتور جمال القليوبي، والدكتور أسامة مبارز، رئيس منتدى غاز المتوسط.
الدكتور جمال القليوبي خريج هندسة البترول والتعدين، وأستاذ بالجامعة الأمريكية، وابن شركة عجيبة للبترول، وقد عمل مع عملاقي الصناعة “إيني” و”بتروبل”، ما أكسبه خبرة ميدانية واسعة ورؤية استراتيجية عميقة، فضلًا عن كتاباته في العديد من الصحف والمواقع والمجلات المتخصصة، وظهوره الإعلامي البارز على شاشات القنوات التليفزيونية.
أما المهندس يس محمد، فهو ابن القطاع، وكان رئيسًا لشركة “إيحاس” والآن يشغل منصب وكيل أول الوزارة، وهو في قلب الأحداث وشاهد عيان على ما يحدث داخل القطاع، كما يجيد اللغات الأجنبية. وبالمثل، فإن الدكتور أسامة مبارز كان مسئولًا عن المكتب الفني لسنوات، ولديه خبرة ودراية كاملة بصناعة البترول، وعمل داخل مطبخ الوزارة أكثر من أي شخص موجود حاليًا، فضلًا عن إجادته لعدة لغات.
وإذا لم تكن هناك نية لإسناد الأمر للاستاذ محمد داوود ، فمن الممكن استدعاء الأستاذ حمدي عبدالعزيز مرة أخرى، أو اعتماد أسلوب توزيع المهام، بحيث يتحدث رئيس الهيئة أو رؤساء الشركات القابضة في الملفات التي تخصهم.
لكن بشكل عام، يجب أن تتوافر في المتحدث الرسمي للبترول عدة مواصفات، منها:
1. العلم والخبرة الميدانية والخلفية البترولية التي تمكّنه من فهم وتبسيط أصعب الملفات الفنية.
2. البلاغة وتعدد اللغات.
3. الحضور والكاريزما والثقة أمام الكاميرات والمنصات، بأسلوب يجمع بين القوة والود.
4. القدرة على إدارة المعلومة وقت الأزمات، وتحويل المواقف الصعبة إلى رسائل طمأنة، وإطفاء نيران الشائعات قبل أن تمتد.
5. الانتماء الوطني وإدراك أن كل كلمة تمثل الوطن وقطاع البترول أمام العالم.
وبشكل عام، المتحدث الرسمي هو درع الوزارة الإعلامي وسيفها في مواجهة الشائعات، وحامل رايتها، وهو سفير البترول وواجهة تليق بتاريخه ومستقبله. والأسماء الثلاثة المذكورة تمتلك التخصص والمهارة الإعلامية لرفع صوت البترول من قلب الحقول ومن داخل المكاتب، وهم يستحقون هذا المنصب، مع التأكيد على وجود آخرين تنطبق عليهم نفس الشروط.
#المستقبل_البترولي