السبت 02 أغسطس 2025 الموافق 08 صفر 1447

شخصيات: عبدالمجيد الرشيدي: بتروجت أجمل محطات حياتي

440
المستقبل اليوم

ما يقرب من أربعة عقود من الكفاح والعطاء قضاها المهندس عبدالمجيد الرشيدي في رحاب وزارة البترول، رحلة امتدت بين المشاريع والمواقع، حفرت اسمه في ذاكرة القطاع كواحدٍ من الرجال الذين صنعوا أمجاد “بتروجت” ورفعوا أعلامها داخل مصر وخارجها. واليوم، نستعيد ذكرياته التي تمتلئ بالإنجازات والتحديات، لتبقى “بتروجت” هي المحطة الأجمل والأغلى في مسيرته المهنية.

وُلد الرشيدي في قرية أبيار التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، حيث أكمل مراحل تعليمه حتى التحق بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وتخرج عام 1979 من قسم الهندسة المدنية. التحق بعدها بالقوات المسلحة كضابط احتياط في سلاح جهاز المشروعات الكبرى، ليبدأ تكوين شخصيته العملية الصلبة والمنضبطة.

بعد إنهاء خدمته العسكرية، خاض تجربة قصيرة في القطاع الخاص، لكنه سرعان ما وجد طريقه إلى “بتروجت” في نهاية عام 1984 كمهندس تنفيذ. ومنذ خطواته الأولى في مشروع جبل الزيت، ثم مديرًا لمشروع أنابيب البترول بالسويس، ظهرت بصماته الواضحة. ومع بدء إنشاء شركة بدرالدين، كان الرشيدي يقود أعمال “بتروجت” هناك بكل حماس وكفاءة.

تنقلت به الحياة بين مشاريع محطات كهرباء دمنهور والمحمودية (الدورة المركبة)، ثم مشروعات النصر بالسويس كمدير مشروع، وصولاً إلى منصب مدير عام مساعد لرئيس بتروجت لمنطقة السويس والبحر الأحمر، ثم مدير الفرع الشرقي، فـ مساعد رئيس الشركة للمنطقة الشرقية، وأخيرًا نائب رئيس الشركة للمشروعات. رحلة طويلة امتدت منذ عام 1985 حتى 2011، حملت بين طياتها تعبًا متواصلًا وإنجازات لا تُنسى.

لكن ثورة يناير 2011 كانت نقطة تحول جديدة؛ ففي 18 سبتمبر من العام ذاته، انتقل الرشيدي لرئاسة شركة صيانكو، ثم بعد عام ونصف أصبح رئيسًا لـ شركة تنمية للبترول لمدة عامين، وفي 22 أغسطس 2013 تولى رئاسة شركة فجر للغاز الطبيعي، حتى خروجه للمعاش في عام 2016.

ولأن العطاء لا يتوقف، عمل بعدها مع عدد من شركات القطاع الخاص، ولا يزال حتى اليوم يواصل تقديم خبراته، مؤمنًا بأن العمل شرف ورسالة لا تنتهي بالتقاعد.

وعن “بتروجت” التي يعتبرها المحطة الأغلى في مسيرته، يقول الرشيدي: كل مشروع عملت به كان كطفلٍ ولد بين يدي، رعيته حتى كبر ورأيته ينبض بالحياة أمام عينيّ ، كانت انطلاقة بتروجت إلى الخارج بالنسبة لي قمة النجاح، فقد عشت لحظات الفخر ونحن نؤسس تواجد الشركة في اليمن ولبنان وعُمان والسعودية والأردن. تلك المحطات لا تُنسى.”

تأثر الرشيدي بالعديد من القامات البترولية التي عمل معها، وخص بالذكر: المهندس كمال حافظ، والمهندس كمال مصطفى، والمهندس هاني ضاحي، والمهندس مصطفى شعراوي، مؤكداً أن ما تعلمه منهم كان زادًا في رحلته التي قطع خلالها آلاف الكيلومترات أسبوعيًا بين المواقع، في حياةٍ مليئة بالجهد والمعاناة، لكنها بالنسبة له كانت رحلة سعيدة وممتعة.

وعندما سُئل عن رسالته، قال:
“رسالتي لكل العاملين في بتروجت، هي أن تحافظوا على هذا الصرح، وتواصلوا بذل الجهد لترتقوا به دائمًا، ليظل في مقدمة الشركات العاملة في مجاله.

لم يكن الرشيدي مجرد قيادي متميز في قطاع البترول، بل كان إنسانًا قريبًا من الجميع، يتعامل بتواضع وحب، وينحاز دومًا لزملائه ورفاقه في الميدان. اشتهر بقدرته على احتواء العاملين وتقدير مجهوداتهم، فلم يغلق يومًا بابه أمام أحد، وكان يؤمن أن القيادة الحقيقية تبدأ بالإنصات والدعم. ترك بصمة واضحة في نفوس كل من عمل معه، ليس فقط بإنجازاته المهنية، بل بإنسانيته التي جعلت منه قدوة تُحتذى، وصديقًا قبل أن يكون رئيسًا. إنه نموذجًا لرجل عاش عمره بين المواقع، يزرع الإخلاص ويحصد التقدير، تاركًا إرثًا مهنيًا وإنسانيًا لا يُنسى في تاريخ قطاع البترول .
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط