السبت 02 أغسطس 2025 الموافق 08 صفر 1447

شخصيات…أحمد رضا: كان لدينا إيمان راسخ بأن بتروجت ستكون فخرًا لقطاع البترول

793
المستقبل اليوم

تظل مسيرة الشركات الكبرى شاهدة على قصص نجاح شخصيات صنعت تاريخها وخلّدت أسماءها في ذاكرة العاملين بها. ومن بين هذه الأسماء، يبرز الأستاذ أحمد رضا، أحد أبرز الرموز في تاريخ شركة بتروجت، الذي يروي لنا تفاصيل رحلته الممتدة مع هذه الكيان البترولي العريق، رحلة تحمل في طياتها ملامح الإخلاص والتفاني وروح الفريق.

البداية.. حلم جيل كامل

يقول أحمد رضا: “بالنسبة لي، كانت بتروجت ليست مجرد مكان عمل، بل بيتًا كبيرًا وعائلة ثانية وصانعًا لأجمل ذكريات العمر.”
أنا خريج كلية التجارة – جامعة القاهرة، دفعة 1974، التحقت بالعمل في بتروجت في يناير 1976، إبان بداياتها الأولى تحت قيادة المهندس الشناوي محمد علي. حينها لم يكن للشركة هيكل تنظيمي مكتمل، وكان العاملون جميعًا يتشاركون شغف التأسيس، واضعين اللبنات الأولى لشركة رائدة انطلقت بمشروع خط سوميد، الذي حمل حلم جيل كامل من أبناء قطاع البترول.

أيام لا تُنسى

يستعيد رضا ذكرياته: “أتذكر جيدًا تلك الأيام، حين كان يشرف على الإدارة المالية الأستاذ عصام عبد العزيز – مدير عام المالية بالهيئة – الذي كان يأتي للشركة بعد انتهاء عمله الرسمي، مصطحبًا نخبة من أعلام المالية أمثال: محمد ميره، سيد سليم، سيد الشقري، نسيم أمازيس، وغيرهم. كنا، أنا وثلاثة من زملائي، نعمل معهم نهارًا ونواصل الليل لإنجاز المهام، وسط إمكانيات متواضعة لم تتجاوز دفتر 34 خانة، وأقصى طموحاتنا كانت آلة حاسبة صغيرة، ورغم بساطة الأدوات، كانت روح الفريق لا تعرف المستحيل، والإيمان كان راسخًا بأنهم لا يؤسسون مجرد شركة، بل يضعون حجر الأساس لكيان سيكون يومًا ما فخرًا لقطاع البترول المصري.

مسيرة قيادات وبصمات لا تُمحى

على مدار رحلته الطويلة، عاصر أحمد رضا جميع رؤساء الشركة الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرتها:
•المهندس الشناوي محمد علي
•المهندس كمال حافظ
•المهندس كمال مصطفى
•المهندس مصطفى الشعراوي
•المهندس هاني ضاحي
•المهندس فخري عيد
•المهندس خالد ضياء
•المهندس محمد عبد الحافظ

تدرج أحمد رضا في المناصب حتى وصل إلى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة للشؤون المالية وعضو مجلس الإدارة، وهي لحظة يصفها بأنها امتداد طبيعي لسنوات طويلة من العمل المخلص والتفاني.

إسهامات فارقة للقطاع

يؤكد أحمد رضا أن عمله في بتروجت لم يقتصر على المهام اليومية، بل شمل المشاركة في تطوير أنظمة أحدثت نقلة نوعية على مستوى القطاع بأكمله، أبرزها:
•نظام المعاش التكميلي الذي انطلق من بتروجت وتبناه الوزير سامح فهمي ليشمل القطاع كله.
•نظام التأمين الادخاري الذي وفر للعاملين استقرارًا ماليًا وأمانًا للمستقبل.
•أنظمة العلاج الطبي التي امتدت لتشمل أسر العاملين والمتقاعدين.
•تأسيس الفروع الخارجية ووضع أنظمتها الإدارية.
•نظام التأمين الذاتي للمعدات والسيارات.
•تولى رئاسة نادى بتروجت في عصره الذهبي وحصوله علي المركز الثالث في ترتيب الدورى العام واللعب في مسابقة الكونفدرالية الافريقية.

ويصف رضا هذه الإنجازات بأنها ثمرة عمل جماعي بروح الأسرة الواحدة التي ميّزت بتروجت منذ تأسيسها.

ويختتم أحمد رضا حديثه قائلًا: اليوم، وأنا أستعيد هذه الرحلة الممتدة، أشعر بامتنان عميق لكل لحظة عشتها بين جدران هذه الشركة، بالنسبة لي، بتروجت لم تكن مجرد وظيفة أو مسيرة مهنية، بل كانت حلمًا تحقق، ومدرسة علمتني الإخلاص، وعائلة احتضنتني طوال العمر. أقولها من القلب: بتروجت.. كيان عظيم صنع رجاله تاريخًا يليق باسمه، وبقي في قلوبنا ذكرى لا تمحوها السنين.”
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط