من سامح فهمي لكريم بدوي… كيف تدرجت زيادة المعاش التكميلي ؟

في استجابة سريعة وغير متوقعة، أقرت الجمعية العمومية لصندوق المعاش التكميلي اليوم المقترح الذي تقدم به موقع “المستقبل البترولي”، وجمعية معاشات البترول وبقية المنظمات بزيادة فورية في المعاش التكميلي بنسبة 10%. وهي زيادة تقترب في قيمتها من العلاوة المقطوعة البالغة 700 جنيه، التي أُقرت مؤخرًا للعاملين ضمن حزمة المساندة الاجتماعية التي تتبناها الدولة منذ عدة سنوات لموظفيها.

كما وافقت الجمعية على رفع الحد الأقصى للمعاش التكميلي ليصل إلى 8000 جنيه شهريًا، وذلك بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية، بناءً على الدراسة الاكتوارية المعدة بهذا الشأن.

وتؤكد هذه القرارات مجددًا واقعية الطروحات التي يتبناها موقع “المستقبل البترولي”، وقربها من منهج تفكير وتوجهات الجهات الرسمية المختصة باتخاذ القرارات، خصوصًا تلك المتعلقة بالملفات ذات البعد الاجتماعي الواسع والتكلفة المرتفعة.

ونعيد التذكير، كما أشرنا مرارًا، بأن القرارات المتعلقة بالزيادات المالية والعلاوات لا يمكن تقييمها فقط من منظور فردي أو شخصي، مهما بدا العائد ضئيلًا، لأن الأهم هو الأثر المالي الجمعي وكيفية توفير تغطيته من موارد حقيقية، وهو ما نضعه دائمًا في الاعتبار عند تناولنا لهذه القضايا.

ونؤكد مجددًا وقوفنا الثابت إلى جانب مصالح العاملين والمتقاعدين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة هذا القطاع الوطني. ونحذر من الانسياق وراء دعوات ظاهرها الدعم وباطنها أوهام غير قابلة للتنفيذ، تتلاعب بعواطف العاملين عبر أرقام وعطايا لا يساندها الواقع الاقتصادي.

وفي هذا السياق، نتوجه بالتحية لمجلس إدارة الصندوق بتشكيله القديم برئاسة المحاسب حسام التوني، والجديد ايضاً، الذي يواصل أداءه بحنكة واقتدار، ويُحسن التدخل في الوقت المناسب. كما نأمل أن يستجيب الأستاذ أحمد جمال، الذي بدأ خطواته الأولى بنجاح واضح، لاستكمال مسيرة الدعم عبر رفع العائد الشهري لعمالة المقاول بمبلغ مقطوع قدره 700 جنيه، خاصة وأن هذه الفئة تعاني من أعباء معيشية متزايدة، ويستحقون كل دعم ومساندة.

يبقى قطاع البترول دائمًا اليد الحانية التي تساند أبناءها، وتحفظ كرامتهم، وتُقدّر عطائهم. ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نحيّي الأب الروحي لفكرة المعاش التكميلي، المهندس سامح فهمي، الوزير الأسبق وأحد أبناء القطاع الأوفياء، الذي لم يدّخر جهدًا في دعم العاملين والمتقاعدين، وترك بصمة واضحة في تحسين أوضاعهم، وله منا كل الدعاء بالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.

“المستقبل البترولي”