مجرد رأي…تخفيض ساعات العمل

لم نرَ أيامًا مثل تلك التي نمرّ بها حاليًا. العالم كله يوجّه أنظاره وكافة أسلحته إلى منطقة الشرق الأوسط، في تظاهرة عسكرية لم تحدث حتى في أيام حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي. الجو مشحون بوتيرة متسارعة، مع تحذيرات من هنا وهناك بإغلاق ممرات عبور الطاقة إلى العالم، وخطر الإشعاع النووي الذي بات قريبًا جدًا في هذه الأيام.العالم يترقّب ضربات قد تودي بحياة الآلاف، وانهيار الصناعات النفطية في العديد من دول الخليج، بعد أن أصبحت كل الخيارات مفتوحة أمام الدول المتحاربة.

خرج رئيس الوزراء ليعلن عن تطبيق خطة تقشفية صارمة، حال امتداد فترة الحرب وحدوث تداعيات كبرى على سوق النفط العالمي، وزيادة الأسعار بشكل لا تتحمّله موازنة البلاد وقدراتها.
ما يحدث توقعناه، وأشرنا مرارًا إلى أننا دولة مستوردة للنفط بشراهة، ولسنا دولة بترولية بالمعنى المفهوم لدى البعض، وعلى الجميع أن يعلم ذلك جيدًا، وألّا يتمادى في الإسراف أو كثرة المطالب بدعوى أنه يعمل في قطاع “غني”.

وها هي الأيام تثبت صحة توقعاتنا، ويصل القطاع إلى مفترق طرق بالغ الصعوبة، بدءًا من تكلفة شحنات الغاز المستورد، التي تصل إلى ٨ مليارات دولار خلال فترة الصيف فقط، إلى تدبير كميات النفط اللازمة لتشغيل مصانع التكرير واستيراد المنتجات البترولية، ثم حقوق الشركاء المتراكمة، وصولًا إلى الأعباء المالية للعاملين في القطاع وما يطالبون به من زيادات في الأجور، وانتهاءً بمطالب المؤقتين والمتقاعدين.

صورة دراماتيكية، تتطلّب الحذر والتعامل بأقصى درجات الحيطة والتعقّل، وفرض الترشيد بقوة القانون، فلم يعد هناك مجال للتساهل في هذا الموضوع.
ونرجو بالفعل أن يتم اتخاذ قرار بتخفيض ساعات العمل في الشركات في أسرع وقت ممكن، كأول إجراءات الترشيد المطلوبة.

الأيام القادمة ستحمل الكثير، ولا نعلم إلى ما ستنتهي الأمور بعد دخول الصراع مراحل حاسمة ومتقدمة بين اسرائيل وإيران.،،والسلام،

#سقراط