الساعة الرملية والأيام المنسية .. د أشرف المحروقي

في البداية نوضح للقارئ تعريف الساعة الرملية أداة قديمه تقليدية لقياس الوقت ، تتكوّن من وعاءين متصلين عبر فتحة ضيقة ، يُملأ الجزء العلوي منهما بالرمل ، فيتساقط إلى الأسفل بمعدل ثابت. وبانتهاء الرمل من الجزء العلوي ، يكون قد مضى مقدار معيّن من الزمن.
وتتشابه وتكون علي التوازي بلحظات عشناها مع أحباب ، لن نتحفظ معهم في الكلام ، كنا ننتظر لقاءهم كان فيه الوئام والسلام ، كان الضحكة تعلو كل ظلام ، مضي فيه الوقت مع كل حبة رملية.
هنا أردنا أن نقول إن الساعة الرملية ليست بدائية أو تقليدية في حياتنا الأولية ، بل هي ذكريات وعلامات من زمن فات فيها جمال قد نوصفه بالموت من شدة شوق لقائه.
الساعة الرملية لا تصدر صوتًا ، لكنها تصرخ في وجوهنا وتقول الوقت ليس عدواً ، إنما نحن من نغفل عن معانقته. لأننا وقتها لن نعلم قيمته وكنا نهدره
في التردد ، في الخوف ، في التأجيل .
لن نحذر من المستقبل ، كأننا نقول "أمامنا متسع... أو هكذا كنا نظن. وللأسف خاب ظننا وليست خيبه ظننا في الساعة الرملية بل الأوقات المقضية ، في الأيام الأولية ، حيث اكتشفنا أن علاقاتنا هي البدائية وليست الساعه الرملية ، لن نفكر ولا نتردد في عطايانا .
اما الأيام المنسيّة
الأيام المنسيّة لا تأتي في الأحاديث ، لا تُكتب في اليوميات ، ولا نحتفل بها في الذكرى السنوية . لكنها حاضرة في عمق إحساس كلا منا .
ربما ننسى تلك الأيام لأننا لم ندرك قيمتها وقتها. لأننا كنا نركض نحو "الأيام القادمة" معتقدين أن الغد أجمل ، للاسف أن اللحظة الحقيقية لم تأتِ بعد . حتى إذا مرّ الزمن ، نظرنا خلفنا واكتشفنا أن الأجمل قد مضى ، لكنه لم يُسجَّل .
كل لحظة عادية ، مرّت بنا دون أن نهتم ، قد تكون ذات يوم "اليوم المنسي" الذي نبكيه شوقًا.
فلنكن أكثر حضورًا، أكثر وعيًا. لنعش اللحظة كأننا نودّعها ، لأن الزمن لا ينتظر من يتأخر .