الجمعة 23 مايو 2025 الموافق 25 ذو القعدة 1446

كل من مرّ في حياتك كان ضرورة…د حنان عبدالمنعم

505
المستقبل اليوم

في لحظات الهدوء، حين نصمت وننظر إلى الوراء، ندرك أن كل من دخل حياتنا، مهما بدا مؤلمًا أو غير مفهوم في وقته، كان له دور… كان جزءًا من رحلة التكوين.

كثيرون مرّوا بنا:
منهم من ترك جرحًا…
ومنهم من ترك ذكرى…
ومنهم من ترك درسًا لا يُنسى.

لا تلوم أحدًا… لا من خذلك، ولا من غدر بك، ولا من ابتعد دون تفسير. فهؤلاء لم يكونوا عقابًا، بل كانوا “كشافًا” سلط الضوء على مناطق غامضة فيك. ربما كشفوا لك عن طيبتك الزائدة، أو صبرك الذي استُهلك، أو حتى حاجتك لأن تحب نفسك قبل أن تنتظر الحب من الآخرين.

الناس السيئون لم يأتوا ليكسروك، بل ليعلموك. هم الأساتذة القُساة في مدرسة الحياة… دروسهم مؤلمة، لكنها تظل الأكثر تأثيرًا. ومع الوقت، تدرك أن تلك التجارب لم تُنقصك، بل شكّلتك… جعلتك أقوى، أنضج، أكثر وعيًا.

أما الناس الطيبون، فهم بمثابة استراحة روح… يمرون بنا في لحظات التعب، يرممون قلوبنا بكلمة، بحضور، بصدق لم نعتده. لا يشترط أن يبقوا طويلًا، لكنهم يزرعون فينا أثرًا لا يُمحى. معهم نضحك بصدق، ونشعر أن الدنيا رغم قسوتها، ما زالت تحمل شيئًا من الأمل.

الحياة لا تعتذر. هي فقط تمضي…
لكنها لا تتركنا كما كنا.
تأخذ، وتعطي… تُؤلم، وتعلّم… تُفقدنا أشياء، وتعوّضنا بأخرى…
وكل شخص مرّ بك – سواء أحبك أو آذاك – كان سببًا في أن ترى الحياة من زاوية جديدة.

لذا، لا تضيّع وقتك في اللوم والندم.
سامح من أجل قلبك، لا من أجلهم.
وتذكّر دائمًا:
الناس السيئون يعطونك الدروس…
والناس الطيبون يعطونك الذكريات…
وأنت؟
أنت من يقرر أن يُحوّل كل تجربة – بكل ما فيها – إلى خطوة نحو نُضج أكبر، وقوة أهدأ، ونسخة أفضل من نفسه.

الحياة لا تنتظر أحدًا.
فلا تتوقف…
واصل، واستفد، وامنح التجربة معناها الحقيقي.




تم نسخ الرابط