أدنوك الإماراتية تدرس الاستحواذ على BP

أبدت شركة أدنوك الإماراتية اهتماماً بالاستحواذ على شركة BP البريطانية، في ظل تراجع حاد في سعر سهم الأخيرة بنسبة تقارب 20% خلال 12 شهراً، ما جعل قيمتها السوقية تهبط إلى نحو 57 مليار جنيه إسترليني، مقارنةً بتقييم أصولها الذي يتجاوز 120 مليار جنيه إسترليني، حسب تقرير لصحيفة الفاينانشيال تايمز. هذا الانخفاض الحاد جعل BP هدفاً مغرياً لعدد من عمالقة الطاقة العالمية، من بينهم شل، وشيفرون، وإكسون موبيل، وتوتال إنرجيز، إضافة إلى شركة تجارة النفط العالمية فيتول.
وقال مصدر مقرب من شركة الاستثمار الناشط "إليوت مانجمنت"، التي تملّكت حصة كبيرة في "بي بي": "الأداء الضعيف المستمر لـ"بي بي" يجعلها عرضة للاستحواذ”.
وتعمل فرق الاندماج والاستحواذ في شركات النفط الكبرى بانتظام على تقييم فرص الاستحواذ على شركات كبرى. وعلى الرغم من أن الاستحواذ على "بي بي" سيكون معقداً، بما يحمله من تحديات تنافسية وسياسية، فإن العائد المحتمل كبير. وتعود العلاقة بين أدنوك وBP إلى عام 1958، حين ساهمت BP في اكتشاف النفط في الإمارات، وتمتلك حالياً حصصاً أقلية في مشروعات أدنوك البرية وفي مجال الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب مشروع مشترك في مصر. كما يشغل الرئيس التنفيذي السابق لـBP، برنارد لوني، عضوية مجلس إدارة إحدى شركات أدنوك التابعة. وتبلغ قيمة أصول النفط والغاز لدى BP، بما في ذلك أصولها في خليج المكسيك وأعمال النفط الصخري في الولايات المتحدة، نحو 82 مليار دولار. في المقابل، تُثقل كاهل الشركة ديون والتزامات طويلة الأجل بقيمة 77 مليار دولار، معظمها مرتبط بكارثة تسرب النفط "ديب ووتر هورايزن" عام 2010 بخليج المكسيك.
ورغم احتمالية وجود تكامل كبير بين الشركتين على مستوى سلسلة القيمة، فإن الصفقة قد تواجه عقبات سياسية في بريطانيا. وكانت الحكومة البريطانية عام 2015 قد أبدت معارضة قوية لأي استحواذ أجنبي على BP، ولا تزال الشركة تتقصى في الوقت الحالي مدى استعداد الحكومة الجديدة، بقيادة سير كير ستارمر، للدفاع عن استقلاليتها.