الخميس 14 نوفمبر 2024 الموافق 12 جمادى الأولى 1446

أيمن حسين يكتب : أيهما تفضل..مديرك الضعيف أم القوي؟

916
أيمن حسين
أيمن حسين

في بيئات العمل المختلفة، يُعدّ دور المدير أو الرئيس أمرًا حاسمًا لنجاح الإدارة أو الشركة واستمراريتها بشكل مناسب. ولكن في حال كان المدير ضعيف الشخصية، فبالقطع تتسبب هذه الصفة السيئة في مشاكل كبيرة وعديدة تتعدى التأثير المباشر على الموظفين لتطال الكيان ككل. ضعف الشخصية في القيادة لا يعيق فقط التقدم أو إنجاز المهام، بل قد يمتد إلى تراجع الأداء والسمعة، بل يصل في بعض الأحيان إلى انهيار الشركة أو المؤسسة. في هذه المقالة، سنسرد معًا وجهة نظرنا بشكل مبسط كما اعتدنا، ونتناول أبرز الأزمات والمساوئ التي تنتج عن ضعف شخصية المدير، سواء كان رئيس قسم أو حتى رئيس مجلس إدارة.

تعطيل العمل:-

أحد أبرز المظاهر السلبية للمدير ضعيف الشخصية هو تعطيل سير العمل. عندما يتردد المدير أو الرئيس في اتخاذ قرارات جوهرية أو يستغرق وقتًا طويلاً في اتخاذ الخطوات اللازمة، تتراكم المهام وتتأخر المشروعات. هذا التردد يمنع المؤسسة من التكيف مع التغيرات في السوق ومن الاستفادة من الفرص الجديدة. الشركة التي لا تمتلك قيادة حازمة وحاسمة تجد نفسها متأخرة عن المنافسين، مما يؤثر سلبًا على نموها وربحيتها، وتفقد وضعها المناسب وتقل النظرة العامة لهذا الكيان تدريجيًا حتى تصل إلى مرحلة عدم التواجد، سواء في سوق العمل أو في المكانة التي من المفترض أن تكون عليها أو التي أنشئت من أجلها.

الانبطاح أمام الآخرين وتراجع القيادة:-

المدير ضعيف الشخصية غالبًا ما يسعى لإرضاء الجميع، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الشركة وحقوق موظفيه. يُظهر هذا النوع من القادة استعدادًا دائمًا للتنازل والرضوخ أمام الضغوط الخارجية، أو حتى بدون ضغوط، حيث يكون مهزوزًا وغير قادر على اتخاذ أي قرار ضروري ظنًا منه أنه قد يزعج أي طرف آخر. هذا الانبطاح يُضعف موقف الشركة ويعرضها لمواقف غير مستحبة، حيث يتم اتخاذ قرارات قد تضر بمصالحها ومصالح موظفيها والصورة العامة للمكان بمن فيه. تراجع القيادة في هذه الحالات يترك الكيان هشًا وغير قادر على الحفاظ على قوته وصورته المناسبة له ولمن يعمل به.

عدم دعم القرارات السليمة:-

في العديد من الحالات، يتخذ الموظفون قرارات سليمة ومبنية على دراسة وتخطيط جيد، ولكن عندما يكون المدير ضعيف الشخصية، نجد أن هذه القرارات لا تلقى الدعم الكافي. خوف المدير من الصدام مع أصحاب المصالح أو تحمله للمسؤولية يجعله يتراجع أو يتردد في مساندة قرارات الفريق، حتى وإن كانت تصب في مصلحة العمل. عدم الدعم يؤدي إلى إحباط الموظفين والشعور بعدم التقدير، مما يؤثر سلبًا على الروح المعنوية والإنتاجية، ويسود حالة من الإحباط بين جميع المرؤوسين، إذ يشعرون بأن مهما اجتهدوا وحاولوا اتخاذ خطوات مهمة تصب في مصلحة العمل، يتم العدول عنها والتراجع فيها بسبب ضعف المدير.

الخوف من اتخاذ القرارات:-

المدير ضعيف الشخصية يخاف من اتخاذ القرارات، لا سيما تلك التي قد تثير الجدل أو تؤدي إلى صدام مع أطراف معينة. هذا الخوف ينعكس على أداء المؤسسة ككل، حيث تصبح الشركة بلا رؤية واضحة أو قدرة على التقدم. المدير الذي يخشى اتخاذ القرارات الضرورية للحفاظ على مكانة الشركة يعرّضها لفقدان صورتها وإهدار حقوقها، ومع الوقت تصبح الإدارة أو الشركة دون ثقل أو مكانة تتناسب معها.

فقدان الحزم في القيادة:-

المديرون مع الرئيس هم المسؤولون عن رسم استراتيجيات الشركة وتحديد مسارها. ولكن عندما يكون هناك خوف من اتخاذ القرارات الحاسمة والهامة، يصبح من الصعب على الشركة المضي قدمًا. فغياب الحزم يجعل المؤسسة عرضة للفوضى، حيث يصبح الجميع في انتظار توجيهات القيادة التي لا تأتي. النتيجة هي بيئة عمل غير مستقرة.

عدم الدفاع عن حقوق الموظفين:-

المدير الضعيف لا يستطيع حماية حقوق موظفيه، سواء كان ذلك في تحسين ظروف العمل، الترقيات، أو أي مواقف يحتاج فيها الموظفون لدعمه. تجد أن المدير يتجنب المواجهة ويفضل الحلول السهلة التي قد تضر بمصلحة الموظفين احياناً . عدم دعم المدير لفريقه يُضعف من روح الانتماء ويؤدي إلى تراجع الروح المعنوية والإبداع، لأن الموظفين يشعرون بأن حقوقهم ليست في أيدٍ أمينة أو بمعنى أصح ليس لديهم سند حقيقي يدفعهم للعمل بثقة.

ضعف الأداء وسمعة الشركة:-

عندما يكون المدير أو الرئيس ضعيف الشخصية، يتدهور أداء الشركة تدريجيًا. قرارات متأخرة أو خاطئة تؤدي إلى تراجع الإنتاجية وتفاقم الأزمات المالية والإدارية. هذا الضعف يؤثر بشكل مباشر على سمعة الشركة. في عالم الأعمال، الشركات القوية هي التي تتخذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، أما الشركات التي يقودها مديرون ضعفاء فتخسر تدريجيًا مكانتها وقدرتها على المنافسة.

الآثار المستقبلية:-

في نهاية المطاف، ضعف شخصية المدير أو الرئيس يمكن أن يهدد العمل بالشركة. غياب القرارات الجريئة والقيادة القوية يجعل الكيان عاجزًا عن التكيف مع التغيرات السريعة في أسواق العمل. بدلاً من التقدم والتطور، تجد الشركة نفسها متراجعة وتكافح من أجل البقاء، وهو ما قد يؤدي إلى انهيارها في وقت ما.

خلاصة القول:-

وجود قائد ضعيف الشخصية على رأس المؤسسة لا يؤثر فقط على سير العمل اليومي، بل يمتد تأثيره إلى مستقبل الكيان ككل. القيادة الضعيفة تُعطّل النمو، تُهدر الفرص، وتُضعف الثقة داخل الفريق. تقلل الانتماء، إذا كان مديرك أو رئيسك في العمل يتسم بضعف الشخصية، فإن المؤسسة بأكملها قد تكون في خطر. القيادة الحازمة والشجاعة هي المفتاح لضمان استمرارية النجاح والتميز في عالم الأعمال.—————————————

كاتب المقال الأديب والشاعر-أيمن حسين 
مدير عام الإعلام
جهاز تنظيم انشطة سوق الغاز




تم نسخ الرابط