مجرد رأي…طارق الملا (١ )

مجرد رأي…طارق الملا (١ )
اتجهت الاقلام والاحاديث مسرعة تمزق في الرجل وعشريته في قطاع البترول في نفس الساعة التي غادر فيها منصبه . واذا كان هذا من طباعنا مع اي قيادة تغادر موقعها ولم يسلم من ذلك عبد الناصر والسادات وبالطبع مبارك فأنها علي كل حال ثقافة شعب في التعامل مع الحكام والقيادات .
من الطبيعي والمنطقي ان لا تجد اجتماعاً علي اسم او شخصية مهما كانت و كانت انجازاتها . فكل انسان يقيم القيادة بما حصل عليه من منفعة او مصلحة شخصية ، وقل من يحكمون على اخد بمدى تحقيقهم للمصلحة العامة ، فأن زادت المصلحة الخاصة والمنفعة و ربت فتلك نعم القيادة، وان قلت او عدمت فجهنم وبئس المصير . هكذا نحن ولن نتغير . ولكن لا بد ان يكون هناك بعضاً من منطق يختلط بالنقد البناء لمصلحة الاتي من بعده والمستقبل بصفة عامة وفي هذا لا عيب ولا منقصه .
المنطق الصحيح هو الذي يبتعد أولاً عن تأثير المصالح الشخصية ثم عاطفة العشرة . فاذا تم تجنيب هذه العوامل فلك ان تنتقد كيف شئت فلكل وجهة نظره ورأيه .
واذا حاولنا قدر الاستطاعه ان نجنب تلك العوامل في تقييم اداء الوزير السابق فلعلنا نصيب وجهاً من الحقيقة . الرجل لم يكن من قيادات القطاع المخضرمين و خدمته الظروف بوجود شخصية متفتحه مثل المهندس سامح فهمي لتلحقه بالقطاع في منصب هام . ولكنه رجل ذكي وعرف ان للقطاع عدة مفاتيح من امسك بها دانت له السيطرة . فعرف مفتاحاً للإنتاج وللادارية والاستكشاف والامن والقانونية ، وايقن ان هؤلاء من يستطيعون تثبيت دعائم الكرسي الوزاري الذي تلقاه من المهندس شريف اسماعيل في اختيار سانده الحظ دون غيره .
لا استطيع يقيناً ان اجزم بخطأ تلك السياسة من صوابها ولكن ظاهرها يشي بأنها كانت فعاله علي مدار سنوات طويلة وان اهتزت في الثلاث سنوات الاخيرة بعد تقاعد او وفاة عدد منهم . كان غريباً في وسط مجتمع قاسي لا يعرف سوي لغة المصالح و لكنه عرف اتجاهات المصالح واهمها اهمية الحصول علي المناصب عند الكثيرين فاستخدمها . اتجه بها أيضاً الي اسلوب العقاب الفوري تجاه اي وشايه او حتي محاولة لأثبات الذات فدب الخوف في قلوب الجميع خوفاً من تحركات يوم الخميس الموعود .
هكذا كانت الخطوات الاولي في مسيرة تسع سنوات اختفت فيها القيادات والاراء و اصبح الولاء المطلق والصمت هي مسوغات تقلد اي منصب قيادي . هكذا بدأت عشرية الوزير السابق والتي خدمتها الكثير من الظروف والاحداث .
وسنستمر معاكم في المقالات التاليه لتحليل المزيد من تلك الفترة بكل موضوعية وبعيداً عن تشنجات الحساب والعقاب والارض المحروقه وذلك الاسلوب الخطابي العقيم الذي لم يعد يناسب ايامنا ولا عقولنا . وانتظرونا في المقال القادم لنستكمل تحليل هذه الفترة الهامة من تاريخ قطاع البترول . والسلام ، ،
#سقراط