د جمال القليوبي يكتب: مازال البترول مستمرا رغم انف البشر والمناخ

د جمال القليوبي يكتب: مازال البترول مستمرا رغم انف البشر والمناخ
كثير من الابحاث والتحقيقات الصحفية والبحثية وايضا الكلام الدارج والتخويفات التي تنشرفي الصحف والمواقع الالكترونية بل ومن مردود تسريح العمالة في شركات النفط العالمية حول نضوب مخزونات النفط او تقليل استخدامة او التحول الي انواع نظيفة من الطاقه بل وتوقف الاستثمارات المستقبلية في البحث والاستكشاف. تلك هي الاحاديث التي تدور بين رجال صناعة البترول والغاز الطبيعي متسألين هل فعلا سوف يتحول المستهلكين في دول العالم من الوقود البترولي والغاز الي انواع اخري من الوقود النظيف وهل ذلك خلال العشر او الخمس عشر سنوات القادمة اما اكثر وما هي البدائل لدي العاملين الحاليين في الشركات والحقول والمواقع والمشروعات والحفارات والمعامل والمصانع البترولية وهل تتوقف عجلة الخرجيين في الكليات والجامعات التي لديها تخصصات بترول وغاز اما ماذا ؟, ولكي استطيع ان اسرد حيثيات تلك التساؤلات المشروعه لدي كل فرد من رجال الصناعات النفطية سواء في جيل الشباب اوالكبار او الأجيال المستقبلية يحضرني هنا التقرير السنوي لوكالة الطاقة الدولية الذي يوضح ان عدد العاملين في قطاع النفط والغاز يصل الي 70 مليون نسمه تتركز نسبتهم الاكبر في دول امريكا والشرق الاوسط ووسط وشرق اوروبا وشرق اسيا والهند وباكستان واستراليا وبعض دول امريكا الجنوبية ويطرح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة ان التصورات الحالية لصناعة النفط والغاز تكمن في الفترة الزمنية التي تخلق تكنولوجيا نستطيع بها تقليل الانبعاثات الكربونية التي ينتجها الوقود البترولي مع الاستمرار في استخدام البترول والغاز لفترات ابعد من 2060 .
وهنا اريد ان اشير الي ان اشتراطات اتفاقية المناخ بباريس هو تقليل حد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يمثل القود البترولي النسبة الأكبر من انتاجة ولم تطلب الاتفاقيه التحول او التغيير الي بدائل النفط حيث العالم كله يدرك جيدا ان النفط اكسير الاقتصاد ونمط حياة ليس من السهل في الوقت او البدائل ان تحل محل مركزية النفط , ويعتبر كتاب (العالم المادي ) احد اهم الاصدارات لمجلة الايكونومست في عام 2023والذي بين فيه الكاتب آيد كونواي أهمية البترول في انقاذ البشرية من كدح العمل اليدوي ورفع مستويات الاجور في كل دول العالم المنتج والمستهلك للنفط وكذلك صنع النفط الأسمدة الزراعية التي تبقي نصف الكرة الارضية علي قيد الحياة . ولكن اتسأل .. كيف للعالم ان يكون دون بنزين او غاز او زيت للتدفئة او وقود طائرات وصابون واجهزة كمبيوتر واطارات سيارات وعدسات لاصقه واطراف صناعية ومنظفات وعطور وادوية والياف زجاجية وبلاستيك والوان صناعية واقمشة صناعية, والحقيقة ان نهاية النفط ليست في احصائية الافق حتي الان وذلك لكون كل تلك الصناعات والمنتجات والالات التي تعود عليها الانسان غنيا او فقيرا تحتاج الي ابحاث وابتكارات وتطبيقات قد تحتاج قرن من الزمان حتي يتثني الاستغناء عن المادة الاولية وهي البترول صاحبه كل تلك السلاسل النعم التي تكيفت عليها حياة البشر .
ولم تقف حسابات المتبقي من حجم البترول في كل دول العالم عند رقم محدد بل يتغير هذا الرقم شهريا الي ان وصل حسب اخرنشرة لمنظمة الاوبك بالنسبة للاحتياطيات العالمية 1.56 تريليون برميل وتمثل دول الاوبك ال 13 دولة مجتمعه حوالي 1.24 تريليون من احتياطي العالم , ان الاحتياطيات المحسوبة في بداية القرن ال 21 – 2002 كانت لا تتعدي 578 مليار برميل بينما وصلت الي 1.56 تريليون برميل بعد 22 سنه اي بزيادة 270% علي كانت عليه , ولم تكن ثورة النفط الصخرى والغاز الصخري في الحسابات ولم تكون هناك مجسات سيزمية ذات ابعاد رباعية متقدمة لدراسات مستفيضه للخزانات وامتداداتها طبقاتها الروسوبية عبر القارات ومازال هناك الكثير والكثير لتكنولوجيا صناعة الانبعاثات الكربونية التي سوف تغير وجة ونظرة العالم في استمرارية البحث والتنقيب والاستكشاف للنفط والغاز.
وطبقا لنظرية العرض الطلب في التقرير الاخير لوكالة الطاقة الدولية وايضا النشرة الاخيرة للاوبك والاوبك بلس اصبح العالم في احتياج شديد لزيادة انتاج النفط لاكثر من 116 مليون برميل يومي في خلال ال 5 سنوات القادمة في حين ان الانتاج اليومي الان 104 مليون برميل اي ان العالم يحتاج الي 12 مليون برميل في خلال عامين من الان , وهذا يستدعي اسبقية لشركات الاوبك دول الاوبك والاوبك بلس في زيادة عملية الاستكشاف حتي وان تحول اغلبية الشركات العالمية الي انتاج البدائل سيكون السبق في التحكم في اسعار النفط القادمة ويكون لدي العالمي خيارين اما ان يتقبا ارتفاع اسعار النفط لاكثر من 100 دولار للبرميل او ان تتحول دفة الشركات العالمية الي ذيادة موازناتها في البحث والتنقيب لاكثر من 75% وعلي ذلك يستدعي زيادة نسب التشغيل ورفع ارقام العمالة ويكون هناك جزء من تلك الميزانيات لتطبيقات صناعه الكربون المنبعث واستمرار عصر النفط الي اكثر من 50 عام قادمة ..... والي تكملة قادمة