الثلاثاء 24 يونيو 2025 الموافق 28 ذو الحجة 1446

خالد الغزالي حرب.. الإسم وحده يكفي

213
المستقبل اليوم

خالد الغزالي حرب.. الإسم وحده يكفي

 

تشكلت في ذهني صورة عالية المقام عن عائلة "الغزالي"، عن طريق الدكتور أسامه الغزالي حرب ، وهو كاتب سياسي معروف ، ترأس عدد من الإصدارات كان من أبرزها مجلة "السياسة الدولية "، وقد شرفت بإعداد بعض الدراسات فيها ، ولا أقول مقالات ، فقد كنت ولازالت صغيراً على تسطير مقال في هذه المجلة العريقة والتي تنشر دراسات لعظماء الكتاب ، ولا أعرف هل لازالت تصدر أم توقفت عن الصدور كما توقفت قلوب كثيرة عن النبض .


عرفت الأستاذ خالد الغزالي حرب في مطلع العشرينيات بأعتباره أحد قيادات قطاع البترول المشهورين والذين كان لهم تأثير حتى في صناعة القرار ، وعرفت السيد يحي الغزالي حرب وبعض أفراد العائلة الغزالية الحربية ، لكن بقي إسم أسامه الغزالي حرب هو النجم الذي يسطع ويضيء الطريق لكافة أفراد العائلة ، ربما كان ذلك مرجعه لأني صحفي واعتدت معرفة مشاهير الأدب والسياسة والفن أكثر من مشاهير الأقتصاد والتنفيذيين وأصحاب المناصب .

عشرات المرات كنت ألتقي خالد الغزالي حرب ، لم يكن اللقاء يشكل شيء عندي سوى مرور عابر لقيادة بترولية ضمن العديد من القيادات ، فهو من وجهة نظري واحد منهم ، منتجه كمنتجهم وأسلوبه كأسلوبهم ، الحكم على الشخصيات في مراحل مبكرة لا يجدي ، خاصةً إذا كنت تتعامل مع الكلمة أو حتى الأدب بهامشية مفرطة ، أكل العيش يجعلك تلتف حول من يشبع بطنك لا من يشبع عقلك ، ولم يكن الجلوس مع خالد الغزالي محققاً لإشباع البطن ، فنظرته للصحافة ليست كنظرة ملايين البشر لها ، أنت لا تدرك ذلك إلا بعد عشرات السنين من الخبرة والممارسة .


بعد توليه رئاسة فوسفات مصر ، تقربت منه مرةً تلو الأخرى ، وفي كل مرة كنت ولازلت اكتشف زاوية جديدة لشخصية خالد الغزالي ، ايقنت أن العائلة التي أنجبت أسامه الغزالي بعلمه وفكره وثقافته هي نفس العائلة التي استطاعت أن تزرع في عقول كل أبنائها أهمية العلم والثقافة والفنون والرأي أيضاً .

رحت اتلمس اللقاء طالما سنحت الفرصة بذلك ، ولم تكن تلك اللقاءات بقصد إشباع البطون كغيرها سابقاً ، لكنها وحتى الآن لقاءات لإشباع العقل وإنارته ووضعه على المسار الصحيح ، حتى لو كان ذلك بالصمت المفرط .

قد يمتد اللقاء لساعة أو ساعتين ، فتجده يرشح كتاباً أو مقالاً أو حتى كاتب للقراءة له ، وعندما كنت أسأله عن العمل والإنجازات التي تحققت على يديه في فوسفات مصر أو غيرها ، كان يصمت ثم يقول: "سيبك من الموضوع ده خلينا نتكلم لما نخلص المشروع" ، والمشروع لم يكن لينتهي ، لأن وتيرة خالد الغزالي فى العمل كانت ممتدة لأبعد مدى ، فهو ينهي الإنجاز تلو الإنجاز ، ثم يرى أنه لم ينتهي بعد ، فهو لا يجيد فن التطبيل ولا النفاق ، ويرى أن العمل مهما كان منجزاً أو مهماً فهناك أعمال أخرى لابد من إتمامها ، فمصر بحاجة إلى المزيد من الجهد والمزيد من العمل ، ولولا هذه النظرة العلمية والعملية ما أستطاع خالد الغزالي حرب أن يُخرج فوسفات مصر من عباءة أبو طرطور وتتحول من الخسائر المليارية للمكاسب المليونية .

والذين يحبون مصر ويريدون إشباع عقولهم من الأقتصاد والثقافة وحتى الأدب ، لابد وأنهم على موعد مع خالد الغزالي وأمثاله ، فهو رجل وطني مقاتل في أي مكان ترأسه ، لم أرى أنه سعى لمصلحة ولا لمنصب ولا حتى لأن يتحدث عنه أحد أو يكتب ، سعيه الدائم وشغله الشاغل هو مصر وكيف تكون هذه البلد التي تملك خيرات كثيرة فى المقدمة ، لا أحد يتفوق عليها ولا أحد ينازعها في قوتها .

ولابد من توجيه الشكر لصانع هذه العلاقة والداعم لها دائماً ، وهو المهندس محمد صادق صاحب الفكر المتجدد والوطنية المفرطة ، هذا الرجل الذي يدرك قيمة وأهمية خالد الغزالي حرب ، هذا الإدراك كان مشفوعاً يتجربة عملية جمعتهما معاً .

عرفت محمد صادق رئيساً منجزاً لشركة السويس لمهمات السلامة "sso”، ثم رئيساً لشركة خدمات الغاز ثم رئيساً للشركة المصرية السورية للحفر ، والأهم من ذلك رئيساً داعماً للعلاقة الوطيدة مع الأستاذ خالد الغزالي حرب .


ولا شك أن الذين صادفهم الحظ بمعرفة خالد الغزالي ، يرددون : ستظل مصر معملاً لتفريغ العقول ، وستظل بخير طالما هي قادرة على إنجاب هذا الرجل وأمثاله وأشباهه، وستظل بخير طالما أن بها من يقول للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت ، وستظل بخير طالما أن بها من يمقت النفاق وأهله .

#حكاوي_علام #عثمان_علام




تم نسخ الرابط