نيفين مصطفى تكتب : يا ابو صحن نحاس.. يا داير فى بلاد الناس !
22
«بعد العيد مافيش كعك».. مثل مصرى شهير مرتبط بفرحة عيد الفطر، والمقصود أن العيد بدون كعك لا يكون عيداً، ويعبر كعك العيد عن حال الأسرة المصرية، حيث يصبح رؤية صاجات الكعك والبسكويت وهى تجوب الشوارع نهاراً وليلاً مشهد يسعد قلوب المصريين، ليكون من التراث والفلكلور الشعبى، ومظهراً خصباً لرسامى الكاريكاتير والفكاهة.
عيد الفطر، كان من مظاهر الاحتفال به فى العصور الوسطى ، يبدأ بالصلاة وزيارة الأهل والخروج إلى الحدائق العامه، يعقبها خروج الوالى فى مواكب يجوب بها البلاد، ويوزع الحلوى على الغلابة، إلا أن إيقاع الحياة السريع حول زيارات الأهل والأقارب إلى رسائل على التليفون المحمول، واختفت أغلب مظاهر الاحتفال بالعيد، والتى بدأت منذ الدولة الفاطمية، وحاول صلاح الدين الأيوبى إلغاءها لكنه فشل فى إبعاد المظاهر الفاطمية من الدولة المصرية، التى أراد لها الخصوصية فى احتفالاتها، ليأتى الزمن ويحقق ما عجز عنه صلاح الدين الأيوبى، ويحول احتفال المصريين بالعيد إلى «عادة» سنوية يكتفى الأهل فيها بالجلوس فى المنزل، ويترك الشارع للأطفال.
ورغم ارتباط العيد لدى المصريين بالعديد من المظاهر المهمة، منها الصلاة فى الساحات والتنزه فى الأماكن العامة والحدائق وتناول الكعك والحلويات، فإنه يظل مرتبطاً لدى المصريين وتحديداً الأطفال بـ«العيدية» وكانت مفتاح السعادة، حيث يتسابق الأطفال فى شراء الحلويات والبالونات لتصبح «العيدية» إحدى السمات الأساسية للاحتفال بالعيد.
ومن العادات والمظاهر الجميله ارتداء الملابس الجديدة، ويبدأون يومهم بصلاة العيد، وبعدها ينطلق صوت «أم كلثوم» عبر المذياع بأغنية «ياليلة العيد آنستينا، وجددتى الأمل فينا ياليلة العيد»...وفى وداع رمضان: «يا أبوصحن نحاس.. يا داير فى بلاد الناس.. سُقت عليك أبوالعباس.. تخليك عندنا الليلة»
وكي يشعر الانسان بفرحة العيد، عليه أن يقيم العبادات التي تسبقه على أكمل وجه، فلذة العيد تأتي بعد التعب والمشقة التي تتركها العبادة في النفس، ممّا يعزّز من إيمانك وعلو النفس وسمو الروح ويجعل للعيد معنىً أكبر وأعمق، ويجعل لتبادل التهنئة فيه ما يُشعل في النفس الفرح الغامر بأنّها أدّت ما عليها من واجبٍ تجاه خالقها العظيم .