باعت شركة أينى الإيطالية حصة قدرها ٥٠% من أسهمها فى مشروع حقل ظهر للغاز الطبيعى، لتشكيل كارتل غازى لضمان نجاح المشروع وتجنب أى مخاطر متوقعة مستقبلا من خلال توزيع المخاطر والنفقات الأستثمارية على الشركات الأجنبية الراغبة فى الأستثمار فى الحقل ..ومنذ دخلت شركة أينى الإيطالية عالم البترول، ولديها القدرة على قلب الطاولة على رؤوس جميع الشركات .
عندما تم توقيع اتفاقية الخط الأحمر بين شركات البترول الكبرى فى ٣١/ ٧/ ١٩٢٨، تم الأتفاق على عدم حصول أى شركة على أمتيازات بترولية فى البلاد التى تم تحديدها على خريطة الشرق الأوسط بخط أحمر، وأى تجاوز للخط الأحمر لابد من الحصول على موافقة الشركات الكبرى الموقعة على الأتقاقية ..ليخرج أول رئيس لشركة أينى الإيطالية إنريكو ماتى بنظام جديد وهو المشاركة بين الشركات والدول المنتجة، وإنهاء عصر الأمتيازات الأجنبية للأخوات السبع الذين ينظرون لأنفسهم على أنهم الرواد العظام وأن بترول العالم ملك لهم .
فأصبح للدول المنتجة للبترول الحق فى المشاركة فى الأرباح الناتجة عن عمليات الإنتاج ، فكانت شركة اينى الإيطالية أول شركة بترولية فى عالم البترول تبرم عقود مشاركة مع الدول المنتجة للبترول .. إلا أن نهاية رئيس الشركة انريكو ماتى، كانت مأساوية فقد تم أغتياله بنسف طائرته الخاصة عندما كان يقوم بأحدى رحلاته الخاصة، وجاء من بعده ماتيه الذى دعم نظام المشاركة بين الشركات والدول المنتجة فى عمليات البحث والتنقيب والأكتشاف والتنمية، لتتغير ملامح صناعة البترول فى العالم على يد شركة أينى الإيطالية ..لتنتقل الشركة إلى عالم الغاز الطبيعى لتعلن عن أكبر أكتشاف فى عام ٢٠١٥، حقل ظهر للغاز بمنطقة أمتياز شروق و الذى تبلغ مساحته 3.752 كيلو متر، ويبعد عن السواحل المصرية 150 كيلو متر، على عمق 4000 متر، ويقدر الأحتياطى الغازى القابل للأستخراج من الحقل 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو الرقم الضخم فى عالم الغاز الطبيعى ويعد تجاوز للخط الأحمر .
وقد أثار الأكتشاف حفيظة الشركات البترولية الكبرى بعد أن أنفقت الشركة ٤ مليار دولار، فتم إثارة قضية الشاب الإيطالي ريجينى حتى تتوتر العلاقات السياسية بين مصر وإيطاليا ..ولأن عالم الطاقة ملئ بالأسرار والعمليات الأستخباراتية السرية، أعلنت شركة اينى عن بيع نصف أسهمها فى الحقل لتجنب المخاطر المتوقعة مستقبلا، وتوفير الأستثمارات والتمويلات اللازمة والمطلوبة من أجل أستكمال تنفيذ المشروع الذى تبلغ أستثمارته الكلية 16 مليار دولار على مدى عمر المشروع لأستخراج 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي !!
فقررت الشركة تشكيل كارتل متعدد الجنسيات لضمان نجاح المشروع، فقامت ببيع حصة بنسبة 10% لصالح شركة بى بى البريطانية بمبلغ 375 مليون دولار أمريكى، ثم حصة بنسبة 30% لصالح شركة روس نفط الروسية بمبلغ 1.125 مليار دولار، ثم حصة بنسبة 10% لصالح شركة مبادلة الأماراتية التابعة لشركة مبادلة للأستثمار بمبلغ 934 مليون دولار، لتتوزع المخاطر والنفقات وحصص الإنتاج على الشركاء الأربعة كل شركة بنسبتها، أينى 50% ، روس نفط 30% ، بى بى 10% ، مبادلة الإماراتية 10% ...ليتكون كارتل غازى بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ، ولكل شركة خططها الإستراتيجية والأستثمارية فيما يتعلق بالحصص المنتجة من الحقل .
وقد واجهت شركة أينى الإيطالية مؤشرات للمخاطر فى عالم الغاز من خلال منع السفن البحرية العسكرية التركية لسفينة البحث الإيطالية من إجراء ابحاثها بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ، والأدعاءات التركية حول عمليات البحث والتنقيب بالمنطقة .
أما الآن فقد أصبح هناك كارتل بحرى قوى لتأمين حقل ظهر للغاز الطبيعى من خلال القوات البحرية المصرية والأيطالية والروسية والبريطانية والأماراتية ، حلف يتعهد بالعمل على الوفاء بالالتزامات الأستثمارية للمشروع مهما كانت الظروف .. لذلك قامت الشركة ببيع حصة بنسبة 50% من المشروع لضمان النجاح.
