للاعلان

Mon,20 May 2024

عثمان علام

شخصيات.."خالد الغزالي" رجل المستحيل و إمام الساخرين

شخصيات.."خالد الغزالي" رجل المستحيل و إمام الساخرين
خالد الغزالي

07:23 am 10/05/2024

| شخصيات

| 1945


أقرأ أيضا: رئيس الوزراء يتفقد الأعمال الإنشائية لأكبر مصنع لـ "سوميتومو" اليابانية على مستوى العالم بمدينة العاشر من رمضان

شخصيات.."خالد الغزالي" رجل المستحيل و إمام الساخرين

 

لم تحظ منطقة في مصر في كتب وقصص المغامرات للشباب والمراهقين مثلما حظيت منطقة (ابو طرطور). برع في ذلك كاتب المغامرات و الادب البوليسي المعروف نبيل فاروق في سلاسله المشهورة (ملف المستقبل) و (رجل المستحيل) . كانت هذه المنطقة دائماً مركز الاحداث والمؤمرات وملتقي العصابات والمهربين وكانت وجهة نشاط المغامرين الباحثين عن الحق والخير . لم يدر بخلد هذا الكاتب الفذ ان هناك شخصية حقيقية كانت تبحث عن هذه الحقيقة و تحارب كل هذه الظروف في ارض (ابو طرطور) . لم يعرف الدكتور نبيل فاروق ان (خالد حرب ) كان هناك كواحد من هؤلاء المغامرين الذين صورهم في كتاباته الشيقة . 
———————
منطقة ابو طرطور ارض غامضة بعيدة تشعر فيها بثقل الهواء وغرابة الحياة وقسوتها . لا يستطيع العيش فيها او التعامل معها سوى اعرابها ومن كانوا لها اهل . لا تقبل الغرباء بسهولة فهي مجتمع مغلق معزول لا نعلم عنه الكثير . ذهب الرجل مسلحاً بالامل والعناد . كان له من اسمه نصيب ، دخل في حرب مع اشباح لا يعرف من هم وماذا يريدون . مشروع تعديني كبير تم اهماله عبر عشرات السنوات تحوم حوله غربان الاهمال والبعد عن العمران . ربما كانت الاسباب هي الظروف الصعبة او التكلفة العالية او عدم القدرة على تكوين مجتمع صناعي في تلك المنطقة النائية او ربما هم الاشباح الذين يعيثون في ارض وسماء تلك المنطقة . 
———————-
عندما ذهب الرجل ليحارب كل هذه الظروف فوجئ بأن الاشباح الحقيقية التي يواجهها هي جهل القوانين وعدم الفهم الصحيح لكيفية الاستثمار في القطاع التعديني برمته . الاشباح تحولت الى حقائق لا يدركها الا من يذهب الى هناك ويعيش الواقع والظروف لا من يجلس في المكاتب المكيفة ويطالب بتطبيق قوانين صماء وينتظر نتائج لن تجئ . اي قانون لا يعترف او يتعامل مع الامر الواقع هو قانون وهمي لن ينفذه احد او يعتد به . 
——————
لسنا بمعرض ان نسرد أحداثاً او أرقامًا لإنجازات حققتها تلك الشخصية الفريده فقد تجاوزنا الحديث عن تلك المرحلة منذ زمن . ولكننا نحاول ان نستقي فلسفة فكره وعمله بعد ان اصبحت تاريخًا لندرك كما فقدنا من الوقت والفرص لنتقدم في العديد من الصناعات والانشطة.

——————-
 

نشاط التعدين في مصر في حاجة الى ثورة جامحة تفيقه وتعيده الى طريقه الصحيح من الاستثمار المجدي الغير مكبل بقواعد وقوانين غير قابلة للتطبيق . ربما لا يعرف الناس عن نشاط التعدين في مصر سوى استخراج الذهب و للأسف لا نشعر بتأثيره على حياتنا و مدى قدرته على منحنا مورداً ذا ثقل يقينا من عثرتنا الحالية فمتوسط انتاجنا اليومي منه لا يزيد عن ٤٠ كيلو جراماً بينما يصل متوسط انتاج دولة مثل مالي حوالي ٤٠٠ كيلو جرام  . ولكن ما لا يعرفه الكثيرين ان ارضنا بها الكثير من الخيرات من المعادن الاخرى يمكن بأفكار غير تقليدية ان تكون طوق نجاة لإقتصاد هذا البلد الكبير .
——————-
كان للغزالي حرب صولات وجولات في هذا المضمار حاول قدر جهده ان يرسي قواعد متطورة و متحررة للعمل التعديني في مصر عبر عنها في مقالات ودراسات كثيرة . حاول ان يكسر قواعد البيروقراطية العتيدة. حاول ان يرسم صورة متكامله لإنشاء صناعة تكون واحة مضيئة في قلب الصحراء الموحش. لقد عاش هناك وعرف معنى ظلمة الليل وسمع نعيق الغربان ورأى زواحف الارض ولكنه أيضاً كان قوياً متفائلاً وهو يتطلع الى نجوم السماء المضيئة التي تفرش ضيائها على ليل الصحراء البهيم و ثقته في نفسه وعلمه وفكره كانت بلا حدود بأنه قادر على ان يحيل تلك المنطقة الى هدير مصانع مضيئه وحركة دائبة من سيارات وقاطرات تختفي معها اصوات البوم و حفيف الزواحف ويبقى الامل والعمل .كان يعرف قدر هذه المنطقة جيداً ويعرف ما يمكن عمله في مستقبلها القريب وما يمكن تركه للأجيال القادمة . كان يحارب منافسة شرسة من دول اخرى لا تريد لمصر منافستها في صناعة الفوسفات وتصديره . كان يخطط لإستكمال  رؤيته بإقامة صناعة للأسمدة تظل مصر دائماً في امس الحاجة اليها وتكون منافساً شرساً لتلك الشركات القابعة في احضان الاسكندرية المضيئة وتغترف من غاز وخير هذا البلد وتحقق المليارات من المكاسب . 
———————
بدأ متوكلاً على الله وشمر عن ساعديه في صورة تشعر فيها بأنه بحق احد المغامرين في روايات ملف المستقبل . بدأ يعمل بجدية ويزيح التراب الذي أهاله الاهمال والجهل عن هذا المشروع العظيم وبدأت العجلة في الدوران . تحولت الخسائر الى بعض من مكاسب ، لا يهم ، المهم ان نبدأ . نظرته الى فلسفة العمل التعديني في مصر ربما لم تجد قبولاً من اخرين ومعوقات متتاليه . ولكنها كانت نظرة الواقع . الواقع الذي يحدد طريقة العمل والنقل والتصدير من اعماق الصحراء المظلمة بكل ما فيها من صعاب الى موانئ التصدير البعيدة .  كل هذا يحتاج مليارات تلو المليارات مطلوبة لاقامه مثل هذه البنيه التحتيه الهائلة .هي تبدو كالاحلام المستحيلة ، ولكن لا يوجد مستحيل مع الافكار الجديدة التي تخرج من رحم التفاعل مع الواقع و فهم متطلباته وخفاياه وبدون كل ذلك لن تجد لهذه الصناعة تأثيراً  . لم يتوان الرجل في ان يترك تلك الافكار والمشاريع لمن بعده فالافكار ومبدعها ومنفذها كلهم ملك لهذا الوطن . اصبح هذا الرجل بحق عراباً لنشاط الثروة المعدنية في مصر و وضع روشتة علاجه مما يعاني منه ضعف وخمول .
————————
 (خالد حرب) شخصية اخري نضئ مصباحها في شارع الحياة الملئ بمثل هؤلاء الرجال الذين اضافوا زخماً وعملاً وجهداً و ساحو في غياهب الوطن بحثاً عن خيره المدفون ولم يكونوا كغيرهم ممن ادمنوا حياة المكاتب وراحتها و ريعها . 
——————-
ولا يمكن اختزال شخصية وطبيعة خالد الغزالي حرب ، في كونه مديراً جيد ولا مؤسساً للكيانات منذ ان كان وكيلاً لوزارة البترول ، فهناك جانب لا يدركه الا من عاشروا وصادقوا خالد الغزالي ، وهو الجانب الأدبي الذي صنع منه إماماً للساخرين الوطنيين المحبين لبلدهم..تحيه لهذا الرجل الذي كان ولا يزال مغامراً فذاً ، يضع على ظهره حقيبة هموم الوطن وفي يده سلاح يهش به كل المحبطين و غوائل المتربصين من حوله في الظلام فكان بحق رجل الصحراء و المستحيل و مغامرها الاول وظل وصفه كأسمه ….والسلام ،، 


#سقراط

أقرأ أيضا: الاتحاد المحلي لعمال العاصمة الادارية ينظم احتفالية لتكرم عدد من العاملين

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟