شخصيات..علاء البطل و الحل الوحيد 

عندما تهب رياح المشاكل العاتية فأما ان تقتلع النخل من جذوره أو ان تهز فروعه ليتساقط ثمره . وكلما كانت الجذور قوية وثابتة زادت قدرتها علي التحمل و اصبح هبوب المشاكل والصعوبات صيباً نافعاً فعسي ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .  

الجميع يعلم ان مسئوليتك جسيمه وانت تتولي اكبر كيان اقتصادي في مصر كلها . كيان استراتيجي يمس مصالح الدولة والمواطنين في ادق واخطر احتياجاتها . عليه التزامات و واجبات تنوء بها الجبال .توفير الطاقه لمجتمع كبير مثل مصر هو حمل وهم عظيمان ولا يتحمل سوى العمل الجاد ومراقبة كل العوامل المؤثرة فيه سلباً وايجاباً بعين يقظة وعقول تعمل علي مدار الساعة . ومهما اوتي القطاع من قوة فلن يكون هناك حل سوي تحقيق وفرة الانتاج التي لن تتأتي على اي حال بغير زيادة نشاط ( الاستكشاف) . 

الاستكشافات الجديدة هي العمود الفقري لإستمرار هذا القطاع في اداء دوره . العلم في هذا المجال يتقدم بصورة مذهلة وانت من خبراؤه المعروفين عبر سنوات عمرك الطويل في العمل البحثي والاستكشافي . امريكا حققت الاكتفاء الذاتي بل وتقوم علي التصدير بعد سنوات طويلة من شح الانتاج و الاستيراد من دول الخليج العربي . لم تتمكن من الوصول الى ذلك الا باستكشاف الزيت وانتاجه من طبقات جديدة وبتكنولوجيا متطورة بالطبع .

لم يعد لدينا حل سوى ان نسير علي نفس النهج بزيادة النشاط الاستكشافي بقوة في صحاري مصر وبحارها وبحيراتها . لا نزعم اننا خبراء في هذا المجال ولكننا نرقب مايجري في العالم من حولنا . الجميع يتسابق لإستكشاف المناطق الجديدة في افريقيا و لبنان وتونس على الرغم من انهم ليسوا في تصنيف الدول البترولية . ربما يكون من الافكار المناسبة ان تدعو الى مؤتمر بحثي متخصص يحضره جميع الشركات العاملة في هذا المجال والمستثمرين الكبار . دعهم ياسيدي يضعوا اجندته بأنفسهم ليعرضوا بصدق و واقعية كل افكارهم وتصوراتهم وأيضاً كافة المصاعب والعقبات التي تواجههم في العمل معنا . ليكن ملتقي بحثي علمي اكاديمي من جهة لنسمع منهم  جدوي ما تم في مشروع الربط السيزمي لخليج السويس بأكمله وقد كان مشروعاً كبيراً سمعنا عنه وهل هناك احتمالات بترولية في سيناء علي امتداد اراضيها وهي تمثل ثلث مساحة مصر ، و هل باحت حقول دلتا النيل بكل اسرارها وخاصه في طبقاتها العميقة ولماذا يظل انتاج الصحراء  الشرقية علي امتدادها الشاسع وحتي جنوب مصر متواضعاً الى حد  كبير ؟ 

مواضيع كبيرة لها ابعادها الاستراتيجيه التي تهم كل مواطن لأنها ترتبط بمستقبل الاجيال القادمة. اما البعد الاقتصادي فليتجه الى نظرتهم الى شكل الاتفاقيات الحالي و اليات ضخ الاستثمارات القريبة والمتوسطة والبعيدة المدي و يناقش مستقبل العمل في القطاع  بناء علي ذلك حتي ٢٠٣٠ او ابعد . 

دعهم يتكلمون في صراحة مطلقه وبدون تحفظ وخاصة في ما يخص مستحقاتهم و عرض طرق متعدده للعمل على اعادة تدويرها في مشروعات البترول المختلفه . علينا ان لا نحاول استنزاف جهدنا وقدرتنا في محاولة اثبات العكس او وجهه نظرنا الفنية والاقتصادية فنحن في حاجة لسماع الاخر لنلتقط خيط البداية الصحيح . سنخرج بالتأكيد بأفكار جديدة توضح ما يدور في اذهان الشركات الكبري والمستثمرين تجاه العمل والاستثمار في بلدنا. 

مستقبل الطاقة في هذا البلد يعتمد الي حد بعيد فيما سنبذله من جهد لوضع خريطة العمل المستقبلي للاستكشاف تحديداً في صورة محددة وعملية. خطورة الانخفاض والنضوب التي تعاني منها معظم الحقول المصرية لا علاج لها الا التعويض السريع من حقول جديدة . حقول تكون ذات شأن فليس كل بئر يتم حفرها ونهلل لنتائج اختبارها تكون اكتشافاً ذا ثقل او تأثير بعد ان تتهاوي معدلاتها بعد فترة قصيرة من وضعها على الانتاج المستمر . 

تداهمنا واقعية الامور بمراجعة سريعة لمعدلات الاستهلاك الحالي لنجد اننا بحاجة الي تعويض اكثر من ٢ بليون قدم يوم لسد العجز في انتاج الغاز واكثر من ٣٠٠ الف برميل يوم لتعويض تناقص انتاج الزيت الخام . هي ارقام كبيرة وتحتاج الي جهود جباره وسباق مع الزمن، وجاء دورك لتكون في مقدمة كتيبة العمل الشاق لتحقيق تلك الاهداف الاستراتيجية الهامة . 

نعلم انكم تبذلون قصاري جهدكم في ظل ظروف صعبة تحيط الوطن بأكمله ولكننا قوم دأبنا ركوب الصعب و كنا له مهما كانت شدته وقسوته . وقلوبنا معكم وتمنياتنا تسبق احلامنا لتحقيق اكتشافات كبيرة مدوية يستحقها هذا الوطن الذي وثق في قدرتكم وحملكم مسئولية توفير احتياجاته و الحفاظ علي مقدراته . والسلام ،،

#سقراط