للاعلان

Sat,27 Apr 2024

عثمان علام

مجرد رأي…خرج حكم المباراة وسبقه الحديدي و معاذ وخطاب والغزالي

مجرد رأي…خرج حكم المباراة  وسبقه الحديدي و معاذ وخطاب والغزالي

الكاتب : سقراط |

10:16 am 27/02/2024

| رأي

| 1601


أقرأ أيضا: بالإجماع : محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

مجرد رأي…خرج حكم المباراة  وسبقه الحديدي و معاذ وخطاب والغزالي 


مباراة حامية الوطيس في الدوري الاسباني بين فريق الملايين والمراهقين المفضل ( الريال) كما يطلقون عليه وفريق اخر ربما التقطت اذناي اسمه صحيحاً من افواه الحاضرين ويسمي ( اشبيليه) . المبارة ساخنة الى درجة الاشتعال تشعر فيها بكرة القدم الحقيقية من لاعبين يركضون في الملعب كالخيول العربية الاصيلة التي تطير وتتراقص فوق الارض وجماهير غفيره غاية في التحضر يشيع تشجيعها المدوي البهجة والحماسة في جنبات الملعب . 
———————
الصورة كلها جميلة مثالية بها كل العوامل التي تجعلها امسيه رائعة تريح الاعصاب وتبتعد بنا عن الاخبار المعتادة التي سئمناها . ولفت نظري في هذه الصورة الجميلة ما زادها جمالاً ورونقاً متمثلاً في حكم المباراه . شاب يافع ، جسم مثالي ، قوة شخصية ، جاد الملامح ، زيه الاحمر انيق للغاية يليق بهيبته وقوة شخصيته وقوة المباراة والملعب التي يحكمهم  . اعلنت للحاضرين عن اعجابي بشخصية الحكم ولياقته المتناهية ومنظره القوي الانيق. لم يمنعه كل ذلك من اللجوء (للفار)  للأستفسار عن صحة هدف سجله فريق ( الريال) وسط جنون هستيري من الجماهير ولم يبال بذلك الضغط الغير معقول واعلن عن الغاء الهدف بعد ان احتسبه بناء علي رأي لجنة ( الفار ) وظل على قوته لا يبالي بالغضب العارم في المدرجات . وفي بداية الشوط الثاني وبطريقة مفاجئة وبدون حدوث اي مايلفت النظر خرج راكضاً الى خارج خطوط الملعب ليتحدث الى بعض معاونيه ورأيناه مع المساعدين يقومون بنزع اجهزة الاتصال عنه و خلع شارة الفيفا وتسليم الحكم الرابع الاحتياطي زمام ادارة المباراة وهي في اوج اثارتها  . ——————
يبدو انه اصيب وشعر بها فآثر الانسحاب ليدخل البديل فوراً. منظر في غاية الرقي والتحضر . الرجل يعرف معنى المسئولية وانه قاضي عليه مسئولية ان يحكم بالعدل واي اصابة ولو بسيطه ستؤثر علي ذلك بالتأكيد و تحامله ربما يعمق من تأثير الاصابه عليه وتهتز قراراته . هكذا يكون التعامل مع المسئولية عندما لا تقدر علي استكمال او اداء عملك  عليك ان تترك منصبك فوراً اعلاء للمصلحة العليا ولا تبالي وهذا لا يعني أيضاً ان تذهب لمنزلك للانزواء فيه وانما عليك ان تترك الفرصة طواعية لغيرك ليتحمل المسئولية ويكمل المشوار وستكون محل احترام وتقدير الجميع . 
————-
قد يقول قائل ان هذا لا يمكن مع الموظفين . ولكن هذه المقولة يجانبها الصواب ، فلدينا حالات مشرفه لقامات تركت المنصب طواعية لعدم القدرة علي الاستمرار في اداء العمل . اولهم كان في عهد المهندس سامح فهمي عندما اطاح  فجأة بالمهندس (احمد فريد معاذ)  من رئاسة شركة الوسطاني البترول وقد تناثرت الاخبار في تلك الايام البعيده ان ما حدث للمهندس معاذ  كان وشاية من احد مرؤوسيه . ولم يتقبل الرجل هذا الموقف واعلن عن اعتذاره عن الوظيفة المنقول اليها احتراماً لقرار الوزير وغادر القطاع بكل احترام وقوة مع تقدير المهندس سامح له وشكره علي ماقام عليه من جهد ولم يصدر عن الرجل اي شكوي او صخب مثل ما يفعله بعض الاقزام الذين يعتبرون المنصب غنيمه لا غرماً و تكليفاً . ومازال اسم المهندس معاذ من علامات رجال مجال ( الحفر) البارزه حتي الأن التي لن تتكرر ويحظي بكل احترام من كافة من عاصروه او سمعوا عنه في قطاع البترول . 
————-
والمثال الثاني كان في اعتذار المهندس (طارق الحديدي) عن استكمال مسئوليته في رئاسة هيئة البترول ولم تظهر اسباب واضحة انذاك وحتى الآن ولكنها كانت علي مايبدو  عدم وجود توافق في الرؤي بينه وبين بعض قيادات الوزارة في هذا الوقت وهذا وارد في كل عمل بالتأكيد ولا يعيب هذا او ذاك فاختلاف وجهات النظر من طبيعة العمل والحياة . غادر الرجل منصبه بكل ثقة بل واعلن انه يحترم كل قيادات القطاع والوزارة تحديداً وانه لا يوجد لديه اي مشاكل شخصية او ادارية مع احد منهم وانه يؤيد سياسات عمل الوزير بلا حساسيه ولكنه لا يستطيع استكمال مهمته لأسباب قدرها هو بأن مغادرته ستكون للصالح العام .  
——————
ثم جاء اعتذار الاستاذ (ابراهيم خطاب) عن واحد من اهم مناصب الوزارة بعد ان اقتنع انه ادى دوره كما ينبغي له وان قدرته الصحية لم تعد تستطيع تحمل عبء هذا المنصب الهام الذي يتصل بمصالح ومشاكل العاملين بالقطاع كله وهو ما يتطلب جهداً ويقظه لم تعد صحة الرجل قادرة على الوفاء بهم و ضغوطهم الهائلة . اعتذر الرجل عن منصبه بمنتهي الرقي والاحترام وسلم مهامه بكل ثقة و امانة لمن خلفه و بصورة هادئة متحضرة فيها تشابه كبير مع اجراءات تسليم حكم المباراه المسئولية للحكم الرابع الذي رأيناه الليلة البارحة وحاز  الرجل علي تقدير واحترام الجميع  واصبح اسمه علامة بارزه في سجل تاريخ قيادات القطاع العظماء . 
————-
ثم جاء دور الاستاذ خالد الغزالي ، وهو الرجل القوي الشاطر الواعي الذي صنع امبراطورية فوسفات مصر وجعل منها كيان يحكى عنه وبعد ان كانت كيان خاسر تحولت على يديه للمكسب ، ولما اصبحت عسلاً سائغاً ، اختلفت وجهات النظر فغادر الرجل في هدوء ، مفضلاً المصلحة العامة على اي شيء ، ورغم ان مغادرة خالد الغزالي خسارة ما بعدها خسارة ، إلا ان هذه اقدار وليس هناك من تفسير سوى ان ذاك غادر وهذا بقي .
———————
هؤلاء هم الاقوياء المحترمين الذين يقدمون الصالح العام على مصالحهم الشخصية وتوضح مدي قوه شخصيتهم وقدرتهم على اتخاذ القرار الصعب بدون تردد و ذلك لا يستطيعه الكثيرين بكل تأكيد . لن ينصلح لنا حال الا اذا قدمنا الصالح العام عن اي مصلحة اخرى و ان يقول الذي لا يعرف ( لا اعرف ) والذي لا يقدر ( لا اقدر ) كما قلنا سابقاً ونكرره دوماً في كل مناسبة و لا يعيب ولا ينتقص أبداً من قدر قائله . عندما تري هذه الامثلة المضيئة مثل حكم المباراة القوي الشاب والمحترمين الكبار معاذ والحديدي وخطاب والغزالي ، فعليك ان تعرف انه مازال في هذه الدنيا رجال اكبر بكثير من الوظيفة و يستحقون منا كل احترام وتقدير . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: أمين عام "أوبك": الطلب على النفط عالمياً يصل إلى ذروته بحلول 2030

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟