للاعلان

Sat,27 Apr 2024

عثمان علام

مجرد رأي .. الخداع في كيس بطاطس

مجرد رأي .. الخداع في كيس بطاطس

01:20 pm 23/02/2024

| رأي

| 832


أقرأ أيضا: بالإجماع : محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

مجرد رأي .. الخداع في كيس بطاطس 


اصبحت الحياه مجموعه متراصه من المشاكل حتي فيما هو  فيه ترفيه واسعاد الناس . لم يتفق البشر علي طعام مثلما اتفقو علي اكل البطاطس بجميع اصنافها وانواعها . هي تعتبر الحياه نفسها في دول بارده مثل روسيا . هناك تجد البطاطس المصري يباع بأحترام  كالجواهر .  اما في امريكا فحدث ولا حرج عندما تجده في ازهي وارقي العبوات التي يتهافت عليها الناس ويتم شراؤه بمليارات الدولارات . تفنن الناس في تقديمه بمختلف الاصناف  والمذاق . هو آكل للفقراء يسدون به جوعهم بعيداً عن مستحيلات اللحوم والدواجن التي طارت اسعارها في عنان السماء . هي صنف لذيذ للأغنياء بجانب اصنافهم الفاخره ولا تكتمل مائده الا بوجوده. اصنافه المعبأة صديق لكل تلميذ ومسافر او جائع علي الطريق . كيس جميل ذو طعم مميز يرافق الجميع ويمثل  لهم وجبه لذيذه ورخيصه  . تقوم عليه مشاريع كبري وله اقتصاد هائل  قائم بذاته . اذا مناقشه  مشاكله لها ارضيه هامه لانه موضوع يدخل في حياه الملايين وعليك ان تسمع صوت الناس وهذا اهم عناصر الاداره الصحيحه  . اذا ماهي المشكله ؟ المشكله تكمن في ارتفاع اسعار منتجاته المعبأة عندنا بصوره كبيره تجعل اطفالنا في حيره ماذا يفعلون تجاهها ! . لا تستصغر حجم تلك المشكله فكيس البطاطس  في الكشك او السوبر ماركت هو لديهم الدنيا وما فيها يجدون فيه الطعم اللذيذ ويغنيهم عن الشعور بالجوع و تضاءل حجمه الي هذه الصوره المفزعه وصلت به الي وجود عده جرامات بسيطه به . قد يقول قائل هل انتهت مشاكل الدنيا لنناقش مثل هذه المشكله ؟ واقول نعم لانها تخص قطاع عريض جداً من الشعب وخاصه الاطفال والمراهقين . فعندما تغرس داخلهم احد اساليب الخداع و تأخذ  من نقودهم البسيطه ماليس لك به حق  في عبوه ذات كيس هائل ملون جذاب مملوء بالهواء وعند فتحه لا تجد في قاعه الا بضعه جرامات من شرائح البطاطس فهذا يؤسس احساس الخديعه وعدم الامانه لديهم  وينشئون  عليه . بحسبه بسيطه تجد ان الكيلو الواحد من هذا المنتج يصل سعره الي اكثر من الفي جنيه بينما لا يزيد سعر الكيلو من ثمره عن عشره او حتي عشرون جنيهاً. اتفهم بالطبع تكاليف النقل والصناعه والتغليف والتوزيع ولكن ليس لهذه الدرجه فلا توجد اقتصاديات تحقق مكاسب الي هذه الدرجه وخاصه مع الانتاج التجاري الضخم. اصبحت الناس تتندر علي حقاره وزن الكميه الموجوده بهذه الاكياس و كأنها جرامات من الذهب و بات شراؤه صعب المنال علي الكثيرين . احتياجات الناس مهما صغر شأنها هي من الاهميه بمكان لمناقشتها وخاصه اذا كانت سلعه شعبيه متداوله تخص اولادنا او الفقراء الذين يسدون جوعهم بجنيهات بسيطه . تظل الرقابه الاقتصاديه والاجتماعيه غائبه عن مثل تلك المشاريع وتتغافل عما يقومون به من طرق ملتويه لزياده مكاسبهم بصوره مهوله . اتذكر مقوله في فيلم ( همام في امستردام) (البطاطس في هولندا كالعيش عندنا في مصر)  . اذا عندما نناقش هذه المشكله فلنا في هذا كل الحق لانها ليست بالبساطه التي يعتقدها البعض. مايحدث في هذا السوق هو استنزاف لقدرات الأطفال والفقراء  ووأد لرغباتهم البسيطه ويزيد من شعور الحرمان ومهما تكلمنا عن فقر قيمته الغذائيه فيظل (هوي ) للكثير منهم وطعام مفضل حتي عند بعض الكبار و اختزال وزنه بهذا الشكل يزيد من وتيره الرغبه في الاستهلاك وشراء عده عبوات بدلاً من واحده كافيه . و يبدو  هذا  اصبح اتجاهاً عاماً ينصرف علي العديد من المنتجات الاخري فنجد زياده في الطلب علي السلعه بدون سبب حقيقي سوي خفض وزنها لدرجه مثيره للإحباط . يجب مراجعه هذه المصانع جيداً ومعرفه معايير التكلفه والمكسب فلا احد يرضي لهم الخساره ولكن عليهم  أيضاً  احترام المستهلك وماله الذي يدفعه في منتجاتهم ولا نقبل في ان يتحكموا هم فيما يرونه في مصالحهم فقط .  
لم تترك لنا الحياه اي زوايه للراحه فيها حتي نشتكي أيضاً من البطاطس . 
والسلام،،  
سقراط

أقرأ أيضا: أمين عام "أوبك": الطلب على النفط عالمياً يصل إلى ذروته بحلول 2030

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟