للاعلان

Sat,27 Apr 2024

عثمان علام

مجرد رأي..فقر الأخبار

مجرد رأي..فقر الأخبار

08:59 am 01/02/2024

| رأي

| 987


أقرأ أيضا: سيدات تنس الطاولة بنادى إنــبى يحصدن المركز الثالث فى الدورى الممتاز

مجرد رأي..فقر الأخبار 

 

الاخبار مثلها مثل اي شئ مادي في هذه الدنيا . تكثر وتقل ، تزيد وتنقص ، تكسب وتخسر . ملاحقة الاخبار مهنه صعبة بها من الفن والذكاء والموهبة الكثير . الاخبار عالم اقتصادي قائم بذاته به مؤسسات  اخبارية واعلامية تضاهي الدول في ميزانيتها و هياكلها التنظيمية وقدراتها اللوجستية . الاخبار هي الوقود الذي يحرك هذه القوافل الضخمة من المؤسسات والافراد العاملين بها . ملاحقة الاخبار كانت الدافع الرئيسي للأنسان ان يعمل علي اختراع كل ما يسبرها او ينقلها في لحظة حدوثها من اقمار واجهزة تصوير وكثير من الاجهزة الحديثة في سباق محموم قد تفصله ثوان معدودة عن المنافسين الاخرين .تلك الثوان تعني لها ملايين من الدولارات وزخم وتفاعل هائل وشهرة أيضاً لا تقدر بمال . 


هكذا تري عزيزي القارئ ان الاخبار هي كأوراق البنكنوت المتدوالة بين ايدينا تزيد وتنقص وتستثمر أيضاً ومن يملكها بكثرة يصبح غنياً قوياً ومن يفتقدها يصبح فقيراً ضعيفاً معدماً. تشح الاخبار هذه الايام مثلما تشح اي موارد في دنيانا . اصبحت قليلة والمتاح منها مملاً لا يعني الكثيرين . الناس تهفو الى اخبار الحروب و الكوارث والفضائح الاسرية والجنائية و ربما بعضاً من البطولات الرياضية وخاصة كرة القدم في مناسبات متباعدة وهكذا . ولكن كل هذه الاخبار تفقد بريقها بسرعة ويطلب متابعها المزيد كل ثانية وكأن على الناس ان ترتكب من الاخطاء والكوارث بصفة مستمرة ليستمر الناس في شغف متابعة الاخبار . هكذا ترو مدى قسوة هذا العمل الصعب للقائمين على جمع الاخبار والاحداث من وكالات الانباء والصحفيين والمراسلين وغيرهم . واشفق علو  مجهود الكثير منهم وهم يبحثون عنها من كل حدب وصوب . 


انعكس ذلك علي كثير من العاملين في هذا المجال الهام فأتجه بعضهم الى متابعة اخبار هزيله  كافتتاح مسئول لمشروع  أو  حضانة اطفال او مركز مهني ، وغيرهم يتابع اخبار اجتماعات روتينيه لاظهار انجازات وبيانات لا يفهم متابعها الغرض منها وهي كما ترى اخبار سمجه لا تعني الكثيرين و خاصة ان القارئ لا يري لها انعكاس على الواقع  الصعب الذي نعيشه و بالتالي لا تثير فيهم حماس القراءة أو الاهتمام ويجعل من هؤلاء مجرد موظفين يؤدون عملاً روتينياً . كثير من وكالات الانباء ذات الشهرة العالمية تنبهت الو ذلك وخاصة BBC البريطانية التي استطاعات بذكاء ان توجه كثيراً من وقتها الو برامج التوثيق التاريخية للكثير من الاحداث العالمية، ولما لا وقد كانت دولتهم هي الامبراطورية الاستعمارية التي لا تغيب عنها الشمس. 

برامجها ذكية مفيدة ومشوقة بحق وحظيت بمتابعة الكثيرين . وهناك أيضاً بعض من  الاعلاميين المحليين ادركو بذكاء حالة الفقر المدقع للأخبار فاتجهوا بذكاء الى برامج اكثر قدرة علي جذب المتلقي والمشاهد . تجد مثلاً منو الشاذلي اتجهت بذكاء الى التحاور الاجتماعي الخفيف مع بعض مشاهير الفن والرياضة وابتعدت عن السياسة و طلاسمها واصبح لها متابعين لابأس بهم واستمرت في دائرة الضوء . أيضاً دخل محمود سعد في توجه جديد بزيارات وشرح احداث المناطق التاريخية ومتاحف متعددة لا ندري عنها شيئاً وسرد محطاتها على مدار ازمنة بعيدة كانت عاصرتها وقام أيضاً  بزيارة مقار الزعماء السابقين ومنها (بيت الامة) و(المتحف الاسلامي) و فيلا الزعيم ( ناصر) في منشية البكري التي كانت بالفعل جميلة وجاذبة للمتابعة بما حظيت من معلومات عن حياة واجتماعات هذا الزعيم الفذ . 


ما اود ان اوضحه في هذا الموضوع دون الدخول في اسهاب اكثر ان الفقر يطول كل شئ في هذه الدنيا حتي الاخبار ، والعيب ليس في ذلك وانما في عدم سرعة التوافق مع ما تمر به من مشاكل بأفكار جديدة وتوجهات مختلفة لتظل مناضلاً للحصول على لقمة العيش أولاً ثم الابتعاد عن الافول والانزواء الذي يؤدي حتماً للموت ثانياً . 


الافكار الجديدة هي المعين الذي لا ينضب ولكنها تتطلب ارضية من العلم والثقافة والتحرر الفكري والجرأة فيه والصدق مع النفس ومع عمق المشكلة التي تواجهها. بغير الافكار الجديدة سنظل نعاني من كافة انواع الفقر وسنبقي في دائرة مغلقة من مشاكل لا تنتهي . 
والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: الحكومة تستقبل الدفعة الثانية من أمول «رأس الحكمة» خلال أيام

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟