للاعلان

Sat,27 Apr 2024

عثمان علام

مجرد رأي :2011 وسنوات الفرص الضائعة

مجرد رأي :2011 وسنوات الفرص الضائعة

الكاتب : سقراط |

11:22 am 25/01/2024

| رأي

| 1299


أقرأ أيضا: سيدات تنس الطاولة بنادى إنــبى يحصدن المركز الثالث فى الدورى الممتاز

مجرد رأي :2011 وسنوات الفرص الضائعة

 

لا تدري تحديداً لماذا يرتبط شهر يناير مع مصر بعلاقة وثيقة بما يفاجئنا فيه من احداث ومفاجآت . تجد فيه الكثير من المتغيرات والمشاكل . ربما اعتبره المصريون بوابة لعام جديد يدقون عليها لتفتح لهم ابوابها او ربما كانت توقيتاً لظهور نتائج اعمال عام سابق . لا استطيع وضع وصف او منظور لذلك سوى ملاحظة تعدد المناسبات في هذا الشهر . شهر يكتظ بليله رأس السنة التي تعج باحتفالات الاغنياء وتوغر صدور الفقراء وبه اعياد الميلاد واجراس الكنائس الجميلة ثم يأتي في اوسطه احتفالات الغطاس مع نوات الامطار . ثم تحتفل الشرطة بعيدها في نهايته لتسلمنا الى فبراير بعد ان تكون انهكتنا كل هذه المناسبات و برودة الاجواء سوياً . كل هذا  كان طبيعياً روتينياً ماعدا في عامين تحديداً كانا علامة فارقة في تاريخنا  يناير ١٩٧٧ و ٢٠١١. في كلا العامين انتفض الشعب بدون سابق انذار . في الاولى كان رفع الدعم عن السلع الاساسيه سبباً في اندلاع احداث احتجاجات عارمه ضد قرارت الرئيس السادات وسميت احداث ١٧ ، ١٨ . وفيها تم تدمير وحرق الكثير من وسائل النقل العام واحداث شغب واسعه . اضطر معها السادات الى الغاء تلك القرارات واصبحت تلك الاحداث ذكرى اليمه ودرساً  لكل الحكومات المتعاقبه بالحذر الشديد فيما يخص دعم طعام الغلابة وخاصة رغيف العيش . 
———
تقلد مبارك الحكم في ٨١ بعد ان استوعب اخطاء السادات جيداً وكان سمه عهده الهدوء والرتابة في التعامل تفادياً لايه مشاكل او تحركات شعبيه ضده وان لم يخل عهده من بعضها وخاصه احداث الامن المركزي التي تم وأدها بسرعة و السيطرة علي الموقف. شاخ الرجل في الحكم وترك دفته لأفراد اسرته و تبدو التفاصيل في هذا الشأن غاية في التعقيد وان كان لا احد ينكر علي مبارك وطنيته وقوة سياسته الخارجية . رسخ في ذهنه ان يتعامل بمنطق (موظف) بدرجة رئيس دولة كما يقول الدكتور مصطفي الفقي في مذكراته ولم يأخذ بالاً بأن ثلاثون سنه حكماً قد انجبت فيها اجيال مختلفة تماماً في الفكر والتطلعات عما كان وقت تقلده السلطة. لم يعط بالاً لأحداث تونس ضد (بن علي) وظن ان الشعب المصري اقل حدة واكثر حلماً من الشعوب الاخرى . 


تبدو الحسابات الخاطئة تتابع بسرعة بعد خروج مظاهرات شباب يوم ٢٥ يناير تطالب ببعض الحقوق والحريات بعد ان اغلقت امامها كل الابواب وسيطر رجال اعمال ومنتفعين على كافة مقاليد الحياة الاقتصادية بالبلاد وظهرت الطبقية بفجاجة في المجتمع . ولأنه دائماً ما يأتي متأخراً  اندلعت الشراره وهبت الجماهير من كل حدب وصوب واصبحت ايام الجمع محطات رئيسيه للحشد والتظاهر. تهاوت كرة الثلج من قمة الجبل مدفوعة بحالة الملل الشعبي والرغبة في التغيير لتكبر وتكبر وتطيح بكل ما امامها من قيادات ونظام . 


الاحداث كانت مريرة والجميع يعلمها وسردها وتحليلها يحتاج الى كتب كبيرة تحكى روايات وتحلل مواقف وترصد حقائق وأكاذيب. كانت فترة عصيبة بلا شك اظهرت في بعضها معدن المصري الاصيل الصابر الذي يكره الضيم واضناه ملل السلطة الابدية . و كان في بعضها الاخر احقاد ومؤمرات وانتهاز للفرص وكأن الجميع اتفقوا على نهش ما تطوله ايديهم و اسنانهم من جسد هذا الوطن . انتشر المال القذر من جهات اجنبية ترى في الفوضى سبيلاً لشرق اوسط جديد يتوافق مع خططهم ، و استيقظ فريق كان يتوق للحكم بأي سبيل فقفز على ثورة الشعب البسيط و لبس ثوب الشجاعة والوطنية وتكلم بأسم الدين حتى يأخذ بلب البسطاء ، ووجد البعض الأخر من الفوضى سبيلاً الى السرقة والنهب وما تطوله ايديهم وفريق اخر طالب بحقوق فئويه قاصرة النظر و حدثت موجات من التوظيف العشوائي بلا حاجة او مضمون  ادت الى تأخرنا عشرات السنوات . و لكن السفينة ابحرت ولم تغرق في ظل هذه العاصفة الهوجاء التي ستظل منعطف هام للحياة في تاريخ مصر الحديث بما لها او عليها . ————
لا احد ينكر اهمية مؤثرات تلك الثورة واسبابها ومن يعكف على تحليلها ودراستها عليه ان يعرف جيداً المزاج العام للمجتمع المصري أولاً. واذا كانت الجراح منها غائره فالدروس منها كانت واضحه وناصعة لكل ذي عينين .اصبح لزاماً ان لا ندع الشيخوخه تدب في مفاصل المناصب التنفيذية فالتغيير سنة كونية اهمالها له عواقب وخيمة . 


اثبتت احداث هذه الايام الى ضرورة وجود يد قوية تمسك الزمام بقوة ضد كل فوضى او تأمر داخلي او خارجي ونجح ( الجيش المصري) في ذلك بإقتدار بعد ان اعلن للجميع انه لن يسمح بالعبث بمقدرات وحدود الدولة. اوضحت لنا أيضاً ضرورة اشراك كافة طوائف الشعب في العملية السياسيه والاجتماعية وهو ما اصبحت تراه جلياً في مشاريع حياة كريمة لمحاولة ادماج الفئات الفقيرة في حياة المجتمع وعدم تهميشهم كما حدث سابقاً . ثبت لنا جلياً ان ترك الدولة لفترات طويلة بدون تحديث وتطوير البنية التحتية لشعب يتزايد بصورة رهيبة كان خطئاً فادحاً ادي بنا الى حتميه الدخول في هذا المعترك الصعب بتكلفة باهظه ولكنها كانت ضرورية لإستمرار الحياة في هذا المجتمع المكدس بالبشر والاحتياجات و من ثم كانت التكلفه الضخمه  لكثير من المشروعات الكبري التي اقيمت ونعاني منها حالياً لأن  انشاؤها تأخر لأكثر من اربعين عاماً . 


الكلام لا ينتهي عن احداث يناير ٢٠١١ ولكنه سيظل ذكري و إشعاعاً لكل ما يتلوه . وعلينا تدبر امرنا جيداً لنأخذ منه العبره . 
———-
الفوضى مريرة وينتظرها كثيرين من الغوغاء  والقوى الخارجية المتربصة وامن البلاد جوهره ثمينه يجب علينا ان لا نفرط فيها أبداً. وستمضي بنا الحياة بحلوها ومرها ولكن الاهم من كل ذلك ان نتعلم من  احداث الماضي .والسلام ،  

#سقراط

أقرأ أيضا: الحكومة تستقبل الدفعة الثانية من أمول «رأس الحكمة» خلال أيام

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟