مائة عام علي مولده و66 عاما مضت علي ثورته ومازال اسمه يخطف القلوب والعقول من أبنائنا وأحفادنا كما خطف قلوب وعقول ابائنا واجدادنا ممن عاصروه وثورته علي الظلم والطغيان والفساد والتخلف والاستعمار.
انا لست ناصريا ولكني مصري عربي مسلم؛ عاصرت ناصر طفلا وشابا حتي الجامعة ؛رأيت مصر وهي تتحول من الظلام الي النور ومن الجهل الي العلم ؛ رأيت الفلاح والعامل المصري تتفجر طاقاتهم والهاماتهم في الانتاج الزراعي والصناعي ويحققوا المعجزات .
المحبون لعبد الناصر والحاقدون عليه هم من صنعوا تاريخه وحافظوا علي سيرته العطرة في تاريخ الامة المصرية والعربية؛ احببناه أطفالا وشبابا وشيوخا رغم أنه لم يكن يملك إلا قلبا ينبض بمصر وعقلا يتوهج بمصر؛ فأقام دولة قوية عصرية حديثة تملك أقوي جيش بالمنطقة ؛ جيشا عظيما فتيا صمام أمن وأمان لأمته العربية حاضرا ومستقبلا باذن الله.
عبد الناصر لم يخطف قلوب المصريين والعرب فقط ؛ بل خطف قلوب وعقول أبناء قارة إسمها إفريقيا وقارة إسمها أمريكا اللاتينية وجنوب وشمال شرق آسيا ومن أوربا كل من عقل وسلم.
اليوم ليس مجالا للتحدث عما قدمه وأنجزه وأخفق فيه؛ ولكن اليوم نقول أن الله أراد بهذه الأمة خيرا؛ فمكن هذا الرجل ورفاقه من إزاحة الجهل والمرض والفساد الجاثم علي أرضها (1952) ليقيموا دولة عصرية رفعت رأسها بعد انحناء وذل لاكثر من 100 عام من العبودية والاحتلال .
واليوم أتذكر مقولة أحد اصدقائي العراقيين الناصريين للنخاع خلال مناقشاتنا بجامعة ريدنج البريطانية أثناء دراستنا للدكتوراه (82-1986) ؛ كان كلما اجتمعنا يحدثنا عن عبدالناصر ومناقبه وأفضاله ؛ وأنه دخل السجن في العراق عدة مرات بسبب ناصريته ؛وكان ذلك يجنن البعثيين العراقيين ؛ فقلت له : يا أبو علاوي جننتنا ياراجل بعبد الناصر ؛ ارحمنا بقي ؛ فرد علي ردا مفحما ؛ وقال لي : انت اللي بتقول كده ؛ لولا عبد الناصر كان زمانك واقف علي عربية كارو بتبيع فول وطعمية في مصر؛ الكلمات أضحكتنا لكنها كانت الأقوي والأعمق ؛ حقا ؛ لولا عبد الناصر ما كنا تعلمنا ونوصف اليوم بالعلماء ؛ فرحمة واسعة علي من ملك القلوب والعقول ألا قد بلغت اللهم فاشهد.
