للاعلان

Sat,18 May 2024

عثمان علام

مجرد رأي..الرولكس و معناها الحقيقي

مجرد رأي..الرولكس و معناها الحقيقي

الكاتب : سقراط |

10:39 am 05/05/2024

| رأي

| 325


أقرأ أيضا: بتروسبورت تعلن جدول مباريات بطولة أمم أفريقيا للساق الواحدة

مجرد رأي..الرولكس و معناها الحقيقي


اذا كان الذهب للسيدات زينه ، فالساعة الرولكس زينه الرجال ومصدر فخرهم وثقتهم في انفسهم . اسمها عريق ومثير . ربما تكون هدفاً ماثلاً او حلماً من أحلام اي رجل او سيده ان يشتريها و يرتديها بعد سنوات من العمل الطويل. لا يدرك قيمتها الا من يعشق الاصاله والجمال . منتج تجتمع فيه الدقه والاناقه وجوده الصناعه و المواد التي تستخدم فيها فكلها من الابداعات الانسانيه . تتعامل مع الزمن بحسابات لا ندركها . تروسها تعمل كفرقه موسيقيه منضبطه لا مجال فيها لخطأ ولا نشاز . اعجازها في ترابط منظومه العمل داخلها التي لا تختل تحت اي ظرف جواً كان او ماء . كل حركه فيها مدروسه ، كل ترس فيها له دوره وعمله المحسوب بدقه . ساعه تقاوم كل العوامل الخارجيه مثل الذهب ولكن اهم مافيها انها تقهر الزمن ومرور الايام . يفني صاحبها وهي باقيه حيه لا تموت تتوارثها الاجيال وتفتخر بها . بدأت صناعتها في اوائل القرن الماضي علي يد السويسري هانز ويلزدورف وشقيق زوجته الفريد دفيس . منذ عام ١٩٢٦ وهم يصنعون تلك الساعه يدوياً في مصنع صغير بمدينه جنيف بسويسرا. مات ويلزدورف عام ١٩٦٢ ولكن ساعته الجميله واختراعه الخالد لم يمت بل زادته الأيام ازدهاراً وقوه  حتي اصبحت من اقوي واجمل المنتجات العالميه . يفتخر مالكها انها تلتف حول معصمه فهي رمز اكتمال المال والمنصب والشخصيه والذوق الرفيع . طلت دائماً رمزاً للتقدير والاحترام . فباتت  هدّيه العظماء والكبراء لزوارهم تعبيراً عن تقديرهم واحترامهم . يشير الدكتور مصطفي الفقي في مذكراته بأن هذه الساعه الجميله كانت القاسم المشترك لهدايا رؤساء الدول للوفود الرسميه التي تزور بلادهم . هو نوع من الكرم العربي الاصيل في صوره ماديه راقيه . بل زاد في القول انهم كانوا ينتظرونها فلا عيب في ذلك ولا تثريب عليه. الرولكس هديه معتبره تعبر عن ذوق رفيع متبادل بين من اهدي والمهدي اليه . هي بالتأكيد مخزن متزايد للقيمه وكثير من السياح الاجانب يقومون ببيعها في حاله احتياجهم لمزيد من المال خلال رحلتهم وتجد ذلك في كثير من محلات الصاغه في حي الحسين فهي تباع كالذهب تماماً . ساعات الرولكس عالم كبير وفريد له اسواقه ومحاله الخاصه بها فقط . هم يقومون بالمحافظه عليها كالجواهر او الذهب في خزائن مؤمنه . لكل ساعه رقم محدد يمكن الرجوع اليه لمعرفه نشأه الساعه وتاريخها وكل التفاصيل عنها . لا تعترف بالاعطال والبطاريات وما الي ذلك من رخيص هذه الايام فبمجرد ان تشعر بمعصمك تبدأ في الدوران بمنتهي الحكمه والاتزان الي مالا نهايه . اصبحت شعاراً لدقه المواعيد والانضباط . هي من الاخر ابداع انساني خالد مثل الاثار يموت صانعها ومالكها وتبقي هي كما هي . ربما يعتقد البعض ان الغرض النهائي منها ينصرف الي قيمتها الماديه او بيعها لجني المال . وهذا خطأ فادح . فالذي يمتلك هذه الساعه عليك ان تعلم انه يعشقها فهي الحجر الاخير في اكتمال شخصيته ولن يفرط فيه أبداً . المال ليس كل شئ في هذه الدنيا والا كان من الممكن ان نبيع اثارنا ومعابدنا لنصبح اغني دوله في المنطقه . لا يمكن ان يكون هذا منطق الاسوياء ، فعندما تمتلك ثميناً فلم يمكن ان يكون جل تفكيرك ان تبيعه لتحصل علي المال . المال سيذهب وتبقي الحسره علي ما فرطت فيه ولن يعود  . هناك بالفعل أشياء لا تشتري مثل الكرامه والشخصيه والاخلاق و هناك أشياء لا تباع ربما منها  الارض والمنزل و أيضاً الرولكس منها . من لا يفهم تلك الحقائق فأعرف انه سطحي يجري وراء حفنه اموال ليشبع رغباته اما كل من هو سوي يعرف ان هناك ما يمكن ان تحافظ عليه وان يكون مبلغ  سعادتك في ان تقتنيه . هؤلاء للاسف ليسو كثر ولكنهم موجودين ولن يندثروا أبداً . لن ينتصر فكر (فضه المعداوي)  علي ثقافه وعلم الدكتور (ابو الغار)  كما ابدعها الروائي اسامه انور عكاشه في مسلسل ( الرايه البيضا) . سيظل هناك من يقدر الفن الجميل والمقتنيات ذات القيمه و الاعمال الفنيه الاثريه الغاليه فهي تاريخ وذكريات وابداع انساني لا يموت . هو شعور جميل يبتعد كثيراً  عن رغبات الغوغاء وغرائزهم . من يتكلم عن الرولكس يجب ان يفهم معناها أولاً وان يكون علي درايه بقيمه الاشياء اما من يتكلم عنها في قيمتها الماديه فقط فهذا نوع من الجهل المطبق تحكمه غريزه المال  ليس الا. الرولكس منظومه متكامله من الاخلاق  والعلم والذوق الرفيع  والمجامله الراقيه وتحدي الزمن . 
والسلام ،، 


#سقراط

أقرأ أيضا: اكاديمية نادي انبي تقدم خصم ٤٠٪؜ لاعضاء نادي بتروسبورت

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟