للاعلان

Fri,17 May 2024

عثمان علام

د سلوى عمر تكتب: ماذا لو كانت الحياة على نفس الوتيرة

د سلوى عمر تكتب: ماذا لو كانت الحياة على نفس الوتيرة

الكاتب : عثمان علام |

06:41 am 19/07/2018

| رأي

| 1847


أقرأ أيضا: إيطاليا تخفض حصتها في إيني وتجمع 1.5 مليار دولار

ماذا لو كانت حياتنا على نفس الويترة. فمن منا لا يتمنى الهدوء والسلاسة فى كل أمور الحياة وتحقيق كل ما نتمناه. ولكن فى الحقيقة أن الحياة مزيج من الإنجازات والعثرات. وربما العثرات التى نتعرض لها هى التى تشعرنا بقيمة فترات السعادة والراحة فى حياتنا والتى نستمتع بها بعد أى شقاء أومتاعب نتعرض لها.

وبالتأكيد لك الحكمة يا الله فى تنوع الحياة وتارجحها بين العثرات التيسير والتعب والراحة...نحبط أحيانا من المشاكل والأزمات ، ولكننا نحمدك يا الله على كل نعمك وعلى حكمتك فى تنوع وتأرجح حياتنا بين الحزن والفرح والتعب والراحة.

ويوجد بيت شعر جميل من أبيات المتنبى ،وهو أحد شعراء العصر العباسى. 

ولقد درسنا هذا البيت ونحن صغار ولكن لم نتمعن فى معناه وكنا نمر عليه مرور الكرام ومجرد نحفظه كأحد المتطلبات الدراسية. ربما لأننا كنا صغار لدرجة أنه لم نتعرض لمشاكل بالمعنى الحقيقى أو العميق.

ولو رجع بنا الزمن للوراء ووقفنا على الأشياء التى كنا نراها كارثية بل وكأنها نهاية العالم  لضحكنا على أنفسنا حتى تدمع أعييننا من تفاهه الأشياء التى كانت تؤرقنا وتشغل حيز كبير من تفكيرنا فى ذلك الوقت

وبيت الشعر هو:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن"

و يذكر هذا البيت فى أوقات الصعاب وعدم نيل المراد. ولقد جاء التشبيه بالسفن  حيث يتمنى  (قبطان السفينة وربانها) أن تكون الريح طيبة سهلة ومواتية؛ أي في اتجاه سير السفينة لتدفعها للأمام، لكن كثيرًا ما تكون الرياح مضادة فتعوق مسيرتها، وأحيانًا عاتية مهاجمة قد تصل لتحطيمها.

وعندما تقدم بنا العمر،  فهمنا عمق بيت الشعر هذا.  فالحياه ليست كلها سلسة وقد نتمنى بعض الاشياء ولا تتحقق. ولكن يجب دائما وابدا أن نكون على ثقة أن عدم تحقق تلك الأمنيات يكون خير لنا. وأنها لو تحققت لكان فى طياتها شر لنا.

"فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون". وهذه الآية تحمل فى طياتها كم هائل من الراحة والهدوء النفسي.

ولكن الطبيعة البشرية تجعلنا نحبط عندما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. ولكن مع مرور الوقت نتأكد أن إختيارات وتوقيت الله هو الأنسب.

وعلى الأحرى يجب أن نقول تأتى الرياح بما هو أنسب لنا.

والحمد لله دائما وابدا على كافة إختياراتك "الأنسب" لنا يا الله والتى تأتى فى الوقت المناسب.

أقرأ أيضا: بلومبرج : انخفاض عدد ناقلات الغاز المسال العابرة للبحر الأحمر إلى صفر

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟