للاعلان

Wed,01 May 2024

عثمان علام

كلمتين ونص

كلمتين ونص

الكاتب : عثمان علام |

10:51 pm 01/09/2021

| رئيس التحرير

| 3555


أقرأ أيضا: خلود بسيوني تتسلم عملها مدير عام في شركتها

عليك أن تدرك أن بلاءات الدنيا سواءً كانت مرة أم حلوة فإنما هي كخرقة صقل اتيحت لنا لكي ننظف بها نفوسنا فنحيلها شفافة صافية براقة ، و إياك أن تَذهب الرذايا بصفاء روحك فتجعلها سوداء مكداة ، وإياك أن تجعل الخطوب من حياتك نفقاً ضيقاً مظلماً ليس فيه بارقة أمل واحدة ، ما أكثر الذين أعيتهم الحياة لكن شقائهم النفسي وقدرة مزاجهم قد أحالا الدنيا بنظرهم إلى ما هو أسوء من خطوبها . 
لا شك أن كلنا متعبون ومنهكون وخطوب الحياة تنغص علينا كل حلو ، فليس الكد والكبد فى هذه الدنيا ، هو ما يسوقنا إلى تقلب المزاج وفقدان الأمل وانكسار الخاطر وتمني الموت ، الكَبد الذي حكى القرأن عنه "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، هو معاركة الحياة بإسلوب شريف ، من حيث البحث عن لقمة العيش والطمع في مسكن ملائم والمكوث في حضن أسرة يجمعها الحب وتعيش في طمأنينة ، وكل ذلك عكس فقدان الأمل الذي ينبع من الركض خلف السراب والتفاهات الدينوية والوقوع في شراكها ومستنقعها العفن .
ومن منا لا يتمنى الخلاص من آلامه وأوجاعه !..الجميع يبحث عن حياة تغمرها الراحة والسكون ويعمها الأمن الداخلي والخارجي ..والخلاص من الشقاء والتعب أمل حلو مذاقه ، وفقدان الأمل مر مذاقه ، وآمال الدنيا بحلوها وبريقها هي كذلك أيضاً ، ومهما ركضت وراء آمالك فإنها سوف تفر منك فرار الظل من السعي إليه وإن اعرضت عنها تبعتك لا محالة .

لا تسر تحت الشمس بكأس من جليد فلابد أن يذوب وتفقده ، ولا تمني جسماً فانياً صنع من التراب بآمال عريضة لا قِبل له بها فإن العمر لابد إلى نهاية ، وإن الجسم ليبلو ولما تدرك آمالك العريضة ، والربيع الأخضر متبوع بخريف أصفر ، وكل مُلك زائل ، وكل مَلك سيكون صاحب لحد يوماً .
أليس من الأفضل أن يرى الجميع في محنة هذه الدنيا فضاءً تملأه الأنوار ، بحُسن الصحبة ، فمن كان له رفيقاً يؤنسه فقد أمن من بحار الغم ، وإن صاحب كل امرئ ما يعبده ، فمن كان يعبد ميتاً فلن يكون نصيبه من الصحبة سوى القبر والدفن ، ومن كان يعبد حياً فإن غياهب الحياة وكروبها وآلامها لا تختلف عنده عن الرياض والبوادي .
خالص العزاء للمهندس وائل جويد رئيس شركة غاز مصر في وفاة والده ، عليه سحائب الرحمة ، وإن لأراه متعباً منهكاً مكسوراً لفقد والده ، كل شيئ عليه الآن هو هين ، ففقد الأب من المصائب التي لا تجبرها السنين ، وكيف تجبرها وما بقي أقل مما مضى ، وإن الحنين إلى أولئك الذين ذهبوا ، ليفوق الحنين إلى من هم دونهم ، ولن يشعر بمرارة فقد الأب إلا من عاش التجربة ، فالعكاز الذي كان متكئاً قد انكسر ، والعمود الذي يسند البيت قد هدم .

أقرأ أيضا: الاحتياطي الفيدرالي يثبت الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بـ2024

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟