للاعلان

Sun,19 May 2024

عثمان علام

صراع الزعامة بين مصر والمملكة العربية السعودية !!!!

صراع الزعامة بين مصر والمملكة العربية السعودية  !!!!

الكاتب : د أحمد هندي |

08:23 am 26/12/2016

| رأي

| 2697


أقرأ أيضا: الملا يبحث مع السفير التشيلى بالقاهرة و رئيس شركة إيناب سيبترول التشيلية أنشطة الشركة في مصر

د/أحمد هندي:

 

قامت فى النصف الأول من القرن الثامن عشر المملكة العربية السعودية على أساس التحالف بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والأمير عبد الله بن سعود  ، وهو التحالف الذى يكشف طبيعة الأساس الذى يقوم عليه النظام السياسى والأجتماعى للمملكة العربية السعودية ، وهو حصول الأمير على الشرعية الدينية ، وحصول الشيخ على النفوذ السياسى، ويعد النظام السياسى فى المملكة من أكثر النماذج السياسية بقاءا من الناحية الزمنية فى قارات العالم !!!فقد دعم الملك عبد العزيز آل سعود التحالف مع التيار الدينى الوهابي والذى يمثل التيار المحافظ أو ما يطلق عليه اليمينى المتشدد، وكان هدف الملك من هذا التحالف مساعدته فى القضاء على القبائل العربية المعارضة لحكم آل سعود ، وقام الملك بدعم التيار الوهابى بالسلاح من أجل دعمه إلى توحيد المملكة تحت حكم حكمه ، ونجح الملك عبدالعزيز فى القضاء نهائيا على جميع القبائل المتمردة ، والمعارضين فى موقعة السبلة ١٩٢٩ !!ومنذ ذلك التاريخ وتبحث المملكة العربية السعودية لنفسها عن دور الزعامة السياسية البحتة القائمة على نظريات العصر الحديث ، وهو ما يظهر أن القرارات السياسية التى تتخذها المملكة قرارات سياسية علمانية لا علاقة لها بالدين والعقيدة ، وهو ما يعطى انطباعا عن أساس الحكم فى المملكة للأسرة المالكة وهو ان القرار السياسى قائم على المصلحة وأن العقيدة هى التى تخدم السياسة وليس العكس !!وعقب استقرار الأوضاع في المملكة العربية السعودية بتوحيدها تحت حكم آل سعود ، أعلنت الشركات الأمريكية اكتشاف خام النفط فى المملكة العربية السعودية ، وتعتبر المملكة أقوى منتج لخام النفط على مستوى العالم عبر تاريخ صناعة البترول حتى اليوم تحتل المملكة المرتبة الأولى عالميا في الإنتاج ، حيث يبلغ إنتاجها اليومى من الخام ١٠ مليون برميل بترول ، وفقا لسعر الخام اليوم للبرميل نصف مليار دولار أمريكى ثمن الإنتاج اليومى للمملكة !!ولعل العلاقة السعودية الأمريكية علاقة تحالف استراتيجي ، فجميع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ينظرون إلى بترول المملكة بأعتباره أحد الشرايين التى تعتمد عليها الصناعة الأمريكية  ، وتحتكر الشركات الأمريكية جميع مراحل الصناعة بل تعتبر المملكة محظور الاقتراب منها من جانب باقى الشركات الأجنبية !!أما البترول العراقى فقد تم تقسيمه بين الشركات الأمريكية والبريطانية وتعتبر مدينة البصرة من المدن الخاضعة للهيمنة البريطانية ، أما الآبار الأخرى تسيطر عليها الشركات الأمريكية !! أما البترول الليبى فقد تم تقسيمه بين الشركات الإيطالية والبريطانية والفرنسية .أما الإنتاج الإيراني من الخام ، فإيران تحتل المرتبة الثانية فى الترتيب العالمى للإنتاج ، وتقوم بتسويق إنتاجها إلى دول الشرق الآسيوي الصين ، الهند ، كوريا الشمالية ، اليابان !! وهو ما يعنى أن عمالقة إنتاج خام البترول تحت سيطرة الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ، ولعل موقف أوباما من المملكة خلال فترة ولايته أنه من غير المعقول أن يرتبط الإقتصاد الأمريكى بأسعار البترول ، وبالتالى ضرورة تقسيم الدول بشكل جديد بما يضمن استمرار السيطرة على أسواق البترول !!وقد استطاعت المملكة العربية السعودية الحفاظ على تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية بصورة قوية وهو ما ساعدها على تخطى كافة الظروف التى واجهت المملكة وصراعها مع مصر على الزعامة الإقليمية للعرب !! فالعلاقة المصرية السعودية قائمة على القوة الإقليمية منذ أوائل القرن التاسع عشر من خلال الحملة التى قادها إبراهيم باشا بن محمد على ، و التى على إثرها قام الجيش المصري بتسوية مدينة الدرعية بسطح الأرض !!وفى حقبة ستينيات القرن الماضي ومع تنامى مشروع القومية العربية التى تبناها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، من خلال قيادة الأمة العربية ومشروع الجمهورية العربية المتحدة وأثره على القوة الإقليمية للمملكة ، وامتداد الزعامة المصرية للنظام اليمنى وتأييد النظام الرئاسى ورفض المملكة ذلك وتأييد النظام الملكى في اليمن واحتدت الازمة بين الدولتين حتى وصل الأمر إلى حرب مباشرة حول الوضع في اليمن ، وقامت القوات الجوية المصرية بضرب جنوب المملكة العربية السعودية فى ١٩٦٧ !! والتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى حيث أن النزاع المصرى السعودى حالياً يدور حول سوريا واليمن واختلاف الرؤية حول الدور المصرى والسعودى فيما يتعلق بالأزمة فى اليمن وسوريا !!ولعل هزيمة يونيو ١٩٦٧ ، و التى أعادت صياغة النظام الإقليمي بشكل جديد وسقوط المشروع الناصرى والقومية العربية والاشتراكية !! وقد استغل التيار المحافظ فى المملكة آثار هزيمة يونيو ٦٧ من أجل القضاء على مشروع الوطنية والقومية ، فأعتلت المملكة الزعامة الإقليمية وعملت على نشر الأيديولوجية الدينية الوهابية فى مواجهة جميع المذاهب السياسية وبروز الجماعات الإسلامية المتنوعة والمتعددة الأسماء و التى تجتمع كلها حول الجهادية !!!!!!!ولضمان الحفاظ على بقاء النظام الملكى طبقت المملكة معيار واحد فى تعاملاتها الخارجية تقوم على أن العلاقة الأمريكية السعودية علاقة إستراتيجية ، وعدم خوض أى حرب مع إسرائيل لأن ذلك يضعف قوة التيار الإسلامي السنى ، وبالتالى الحرب المباشرة غير واردة بين المملكة وإسرائيل لأن كل منهم يمثل الجانب المحافظ !!وخلال حرب أكتوبر ٧٣ ، استغلت الدول الأعضاء بمنظمة اوبك فرصة اندلاع الحرب والإعلان عن الرغبة في زيادة أسعار برميل البترول ، وقد ساهم قرار وقف التصدير فى قبول الدول الصناعية للزيادة ، وكانت المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التى استفادت من الحرب وزيادة الأسعار وزيادة ثقلها لدى الإدارة الأمريكية ، وهو ما فعله الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال زيارته لمصر فى ٢٠٠٩ ، ذهب أولا للمملكة من أجل التشاور مع الملك عبد الله حول أسعار البترول !!!وما يتميز به النظام السياسى السعودى هو الأمتزاج بين الجبهة المتشددة المحافظة على الطابع العقائدى ،والجبهة المعتدلة سياسيا وهو ما ظهر خلال الفترة التى تولى فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذى كان يتبنى المنهج السياسى المعتدل والحرص على التعاون مع الدول العربية والتقارب مع مصر دون الدخول فى صراع الزعامة ، على عكس الملك سلمان والذى يتبع الجبهة المحافظة المتشددة و التى تحرص على إبراز الزعامة والقوة الإقليمية والدولية !!فعلى الرغم من الدخول فى تحالف إستراتيجي بين الدولتين فى يونيو الماضى ، إلا أن المملكة كانت تنظر إلى أنها ستكون صاحبة القرار الأوحد فى الشرق الأوسط ، فقد بدأت تحرص على أن يكون لها دور فعال على المسرح السياسى الدولى والإقليمي ، وقامت بالتحالف مع النظام السياسى المصرى ، وتم الاتفاق على الجسر ، واتفاق ترسيم الحدود وضم تيران وصنافير ، وتوقيع اتفاق أرامكو لتوريد المنتجات البترولية !! إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت هذا التحالف وتبنى الكونجرس مشروع جاستا لمكافحة الإرهاب وهو ما دفع المملكة إلى تغيير مسارها تجاه مصر لتتحول إلى الجبهة المتشددة وانهيار التحالف !!الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة لا تقبل بالتحالفات بين القوى الإقليمية لأن ذلك يهدد مصالحها ، بل إن الدول الثلاث مصر ، والمملكة العربية السعودية ، وإيران هم منطقة العمليات الولايات المتحدة وأن أى تحالف بين الدول مستحيل لتاثيره على موازين القوى !!الصراع الإيراني السعودى صراع دينى بين السنة والشيعة - أما الصراع السعودى المصرى صراع على الزعامة الإقليمية ، إلا أن مصر هى قلب العالم !!!!

 
أقرأ أيضا: 35 جنيهاً ارتفاعاً في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟