للاعلان

Sun,19 May 2024

عثمان علام

الصراع بين الدول فى"الأوبك والأوابك"وأكذوبة خفض الإنتاج !!

الصراع بين الدول فى"الأوبك والأوابك"وأكذوبة خفض الإنتاج !!

الكاتب : د أحمد هندي |

08:16 am 24/12/2016

| رأي

| 2354


أقرأ أيضا: الملا يبحث مع السفير التشيلى بالقاهرة و رئيس شركة إيناب سيبترول التشيلية أنشطة الشركة في مصر

 

د/أحمد هندي:
قامت فكرة أنشاء منظمة الدول المنتجة للبترول أوبك بهدف التصدى لهيمنة وأحتكار الشركات الأمريكية والبريطانية لصناعة البترول فى الدول المنتجة و التى لا تستفيد بعوائد الإنتاج و التى تذهب لمصلحة الشركات و التى تملك القرار فى جميع مراحل الصناعة من البحث حتى التسويق !! 
وقد اتفقت الدول المنتجة على تأسيس كيان قوى يقف في مواجهة الشركات الأجنبية ، فقامت أقوى الدول المنتجة وفقا للترتيب التالى ، المملكة العربية السعودية ، إيران ، العراق ، الكويت ، فنزويلا ، والذين يتخطى إنتاجهم اليومى أكثر من مليون برميل لكل دولة ، وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالميا فى الإنتاج حتى يومنا الحالى ، حيث يبلغ إنتاجها من الخام ١٠ مليون برميل !!
وتم الإعلان عن تأسيس منظمة الدول المنتجة للبترول أوبك فى ١٤ سبتمبر ١٩٦٠ ، وتم نقل مقرها بعد خمس سنوات من سويسرا العاصمة النمساوية فيينا فى عام ١٩٦٥ ، ويبلغ عدد أعضائها إحدى عشر دولة وهم ،السعودية ، إيران ، العراق ، الكويت ، فنزويلا ، قطر ، اندونيسيا ، ليبيا ، الإمارات العربية المتحدة ، الجزائر ، نيجيريا ، أنجولا ...ومنظمة الأوبك حكومية وفقا لقواعد وأحكام القانون الدولى العام ، فلا علاقة للمنظمة بأى عمليات تجارية ، والأغلبية بالمنظمة للدول العربية الإسلامية !!!
وهو ما دفع الدول العربية إلى تأسيس منظمة الأوابك وهى الدول العربية المنتجة للبترول فى ٩يناير ١٩٦٨ ، ومقرها الرئيسى بدولة الكويت ، وتم التوقيع على ميثاق التأسيس فى العاصمة اللبنانية بيروت من ثلاثة دول هى الكويت والسعودية وليبيا ، وأنضمت الجزائر ، وقطر ، والإمارات العربية المتحدة ، والبحرين للمنظمة فى عام ١٩٧٠ ، ثم انضمت العراق وسوريا فى عام ١٩٧٢ ، ومصر عام ١٩٧٣ ، وتونس ١٩٨٢ ، ولايشترط وصول حجم الإنتاج لمليون برميل يوميا مثل الأوبك ، وبالتالى الفرق بين منظمة أوبك و التى تشمل الدول التى يتجاوز إنتاجها اليومى مليون برميل ، فيبلغ الإنتاج اليومى للمنظمة 33.7 مليون برميل يوميا مع دخول إيران سوق الإنتاج تحت مظلة المنظمة عقب رفع العقوبات الاقتصادية عنها !! 
ونتيجة التحولات المستمرة وارتفاع فاتورة التسليح من جانب الدول المنتجة للبترول بالمنظمة ، ومعاناة اقتصاديات الدول من أزمات ، دفع الدول إلى إتخاذ قرار فى ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦ ، بتخفيض الإنتاج والإلتزام بسقوف الإنتاج من أجل الحفاظ على التوازن الاقتصادى والمالى للدول عقب إغراق البترول الإيراني للأسواق المستهلكة للنفط وعلى الأخص الشرق الآسيوي !!
ويدور صراع داخل أوبك بين المملكة السعودية وإيران بأعتبارها أنهما مازالا فى صدارة ترتيب الدول المنتجة للبترول !! فقد تم الإعلان عن خفض الإنتاج اليومى للدول الأعضاء بمقدار 1.2 مليون برميل ، نصيب المملكة منهم ٥٠٠ ألف برميل من عملية تخفيض الإنتاج ، وفى المقابل تقف إيران موقف المعارض لعملية الإلتزام بسقف الإنتاج ، ولديها المبرر لذلك أنها محرومة من تسويق إنتاجها نتيجة العقوبات !! 
وقد أدى خفض الإنتاج من جانب منظمة أوبك إلى إرتفاع الأسعار لخام النفط بنسبة ٨% ، ليصل سعر خام برنت إلى 51.3 دولار للبرميل ، والخام الأمريكى 48.9 دولار للبرميل ، وهو ما يعنى أن الصراع بين الدول الأعضاء بمنظمة اوبك أدى إلى إرتفاع الأسعار وهو ما سيؤثر على الدول الصناعية الكبرى !!
وتعتبر مسألة الإلتزام بسقف الإنتاج صعبة التحقق لأن كل دولة تحاول الحصول على أكبر قدر من الدولار الأمريكي ، بل إن إيران والعراق وليبيا ، يصعب مراقبة عملية الإنتاج اليومى  ، فمن السهل على إيران التصرف فى حصتها مثل فترة العقوبات ، والعراق وسوريا وليبيا وقعت بعض الآبار تحت سيطرة تنظيم داعش ، وتقوم ببيعه إلى تركيا بنصف الأسعار للحصول على السلاح !!
وقد كشفت اجتماعات منظمتى أوبك فيينا ، وأوابك القاهرة أمس ، مدى الصراعات بين الدول فقد أعلنت إيران عدم التزامها بسقف الإنتاج وهو ما يهدد المملكة فى صراع التسليح مع إيران التى اقتربت من تحقيق حلم السلاح النووي !!
أما فى القاهرة فقد أنسحب رئيس مؤسسة النفط الليبية ، والقائم بأعمال وزير النفط الليبى من الإجتماع السنوى بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك بسبب عدم اختيار المرشح الليبى لمنصب أمين عام المنظمة والتجديد للأمين العام الكويتى !!
وتزداد حدة الخلافات بين الدول بعد الأوضاع الغير طبيعية التى نعيشها منطقة الشرق الأوسط  ، وتعرض البترول فى الدول العربية المنتجة العراق وسوريا وليبيا للسلب والنهب من جانب الشركات الأمريكية والبريطانية ، والمعارضة المسلحة في البلاد الثلاثة التى هى عبارة عن تنظيم الدولة الذى يطلق على نفسه داعش ، أصحاب الراية السوداء والقول بخفض الإنتاج بهذه الدول غير صحيح !!
أما إيران خلال السنوات الماضية التى تم فرض عقوبات عليها ، قامت بمعاونة من الشركات الروسية بتسويق إنتاجها من الخام إلى الدول الصناعية الآسيوية ، مثل كوريا الشمالية ، واليابان ، والهند ، والصين ، و التى اصبحت تعتمد على البترول الإيراني ، بل إن روسيا قد أعلنت تضامنها مع الدول المنتجة للبترول من أجل خفض الإنتاج باعتباره ورقة ضغط قاسية على دول أوروبا ، وبالتالى على الولايات المتحدة الأمريكية ، وألمانيا ، إقناع المملكة بعدم الإلتزام بسقف الإنتاج وهو ما سيفعله الرئيس الأمريكى الجديد ترامب ، بإعادة رسم خريطة العلاقات السعودية الأمريكية بشكل يتناسب مع تمدد النفوذ الإيراني الشيعى فى منطقة الخليج والشرق الأوسط !!!
قرار خفض الإنتاج أدى إلى إرتفاع أسعار خام النفط إلى ٥٠ دولار أمريكى للبرميل ، ومع تحرير سعر الصرف الأجنبي في مصر يوم ٣ نوفمبر ٢٠١٦ ، وارتفاع معدل الأستهلاك من المنتجات البترولية ، وارتفاع فاتورة الدعم ، قرار خفض الإنتاج له تأثير سلبى على الإقتصاد المصرى عقب الإتفاق القطرى السعودى على إسقاط النظام السوري ، وإصرار الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على بقاء الدولة السورية وفقا لوضعها السياسى وعدم سيطرة التنظيمات المسلحة التى تطلق على نفسها المعارضة ، فهم عبارة عن جميع التيارات الجهادية المتشددة و التى تستحل الدماء تحت راية الإسلام !! 
الحرب الإقتصادية والمالية على مصر هى السبيل الوحيد لإدارة أوباما الديمقراطية ، ومع فشل قطر والسعودية وتركيا إثبات قوتهم الإقليمية ، أثبت الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى ، أن مصر أقوى من الجميع ولن تركع لأحد !! 
كان الله فى عون المهندس طارق الملا ، وزير البترول الذى يعمل فوق نيران مشتعلة فى قلوب الدول الراعية للإرهاب ، إلا أنه استطاع أن يثبت قوة قطاع البترول المصرى فى مواجهة كافة التحديات والعبور إلى مرحلة أفضل ، فعلى الرغم من الحرب الشرسة على حقل ظهر للغاز ، وتوقف شركة أرامكو السعودية عن توريد ٧٠٠ ألف برميل من المنتجات ، وحصول قطر والشركاء الأجانب على المبالغ المستحقة لهم ...إلا أن وزير البترول قام بمجهود عالى فى التفاوض مع العديد من الدول ، فتم الإتفاق على إستيراد خام النفط من العراق وليبيا والكويت والإمارات ، من أجل استمرار مسيرة مصر إلى الأمام !! 
لن يستطيعوا إسقاط الهيئة العامة للبترول ، بل ستعود قوية قادرة على تخطى كافة العقبات ، وزير البترول قلبه فى الداخل وعقله فى الخارج من خلال التفاوض المستمر مع الدول ، ولعل اجتماع القاهرة يؤكد أن مصر قلب العالم !! 
لقد نجحت الشركات الأمريكية والبريطانية فى إثبات أن منظمة أوبك ومنظمة الاوابك مثل خيال الظل !!! 
الصراعات هى الصراعات سواء فى أوبك أو أوابك ، ولكن مصر فوق الجميع !!!
أقرأ أيضا: 35 جنيهاً ارتفاعاً في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟