للاعلان

Tue,14 May 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...الجاحظ والمرأة!!!!

كلمتين ونص...الجاحظ والمرأة!!!!

الكاتب : عثمان علام |

09:58 am 17/12/2016

| رئيس التحرير

| 2849


أقرأ أيضا: مجرد رأي…اسأل أمك انت

عثمان علام:

لم تُهزم المرأة قط، فإن استخدمت جمالها فهي رابحة، وإن سخرت قبحها فهي فائزة، وإن استعملت بلاغتها فهي كاسبة، وذات مرة دخلت إمرأة على هارون الرشيد، وكان عنده جماعة من أصحابه، فقالت له: يا أمير المؤمنين، أقرّ الله عينك، وفرّحك بما أتاك، وأتمّ سعدك، لقد حكمت فقسطت...فقال لها هارون: من تكونين أيتها المرأة؟ فقالت: أنا إمرأة ممن قتلت رجالهم، وأخذت أموالهم، وسلبت نوالهم...فرد هارون الرشيد:أما الرجال فقد مضى فيهم أمرالله، ونفّذ فيهم قدره، وأما المال فمردود اليك....ثم التفت الى الحاضرين من أصحابه فسألهم: أتدرون ما قالت هذه المرأة؟
فقالوا: ما نراها قالت الا خيراً؟!
فقال الرشيد: ما أظنكم فهمتم مقصدها، فأما قولها «أقرّ الله عينك»، أي أسكنها عن الحركة، واذا سكنت العين عن الحركة عميت ،وأما قولها«فرّحك بما أتاك»، فأخذته من قوله تعالى:{حتى اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة}،وأما قولها:«أتم الله سعدك»، فأخذته من قول الشاعر:
اذا تمّ شيئا بدا نقصه
ترقّب زوالاً اذا قيل تم
وفي قولها: «لقد حكمت فقسطت»، فأخذته من قول الله تعالى:«وأما القاسطون فكانوا لجهنّم حطبا»...فتعجّب أصحاب هارون الرشيد من بلاغة المرأة، فلقد كانت تدعو عليه دون ان يلاحظ فقهاء القوم وأبلغهم.
وأما العجب الأكبر،فكان من حنكة هارون الرشيد، وذكاؤه في فهم مقصدها،فكان حذراً معها، وفهم ما كانت ترمي اليه.
وكان من بلاغة الجاحظ أنه التقى يوماً بإمرأة قبيحة في أحد حوانيت بغداد فقال : "وإذا الوحوش حُشرت "،فنظرت إليه المرأة وقالت : "وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه "،فحتى القبيحة دافعت عن نفسها ببلاغتها...فرددوا جميعاً"وإذا الوحوش حُشرت" للمرأة الشمطاء، فهي لن تستطيع أن ترد عليكم بقوله"وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه "، فليس هناك من هي أقبح منها!!!!

أقرأ أيضا: إشادة بدور فجر الاردنية في توصيل الغاز لمصنع جنشنج للسيراميك

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟