للاعلان

Mon,20 May 2024

عثمان علام

مجرد رأي…جاي تعزي ولا تهزر

مجرد رأي…جاي تعزي ولا تهزر

الكاتب : سقراط |

11:20 am 28/12/2023

| رأي

| 1186


أقرأ أيضا: الملا : يتفقد سير العمل داخل غرفة إدارة المناورة البحرية بمدينة العلمين

مجرد رأي…جاي تعزي ولا تهزر 

 

من اسوء الاخلاق والتصرفات ان يكون الهزل في مواضع الجد او الحزن . لا يمكن لعاقل متزن ان يتصرف بطريقه تخالف منطق وطبيعه ما يحيط به من احداث . الدنيا مليئه بكل المتناقضات  التي تحفل بها حياتنا وبها من المفاجآت و الايات و الكثير من انواع البشر علي مختلف توجهاتهم . عندما نمر بالمشاكل والمنغصات و نتعرض للعديد من الضغوط وتفاقم الاحوال  فأنه من المفترض ان يكون الجميع علي مستوي الحدث ومستوي التعامل مع تلك المشاكل العاتيه. جميع افراد المجتمع هم مسئولين عن مواجهه المصاعب والنكبات . والمسئولين في مقدمه الركب لمواجهه ما يعانيه الناس من مشاكل ومصاعب . و اكثر ما يثير العامه ان يجد  توجهات التعامل مع هذه المشاكل لا تراعي حالته وظروفه . هناك بعض من الاوقات يجب ان تكون فيه التصريحات والاحاديث متحفظه وجاده الي درجه بعيده لتحقيق هدفين اساسين . اولهم مراعاه الشعور العام المصاب بالارهاق والترقب. وثانيهم اعطاء مسافه للتفكير بهدوء في معضلات الاحوال وتداعيها . أيضاً يأتي توقيت الاعلان عن نوعيه الجهود والمشاريع التي يتم دراستها او انشاؤها  في وقت الازمات والمصاعب من الاهميه بمكان ويجب ان تراعي الحاله الواقعيه التي تمر بالناس . فلا يمكن مثلاً ان نعلن ان مشروع ترفيهي او ذكاء  اصطناعي والناس لا تجد مأكلاً او  مسكناً  او نعلن عن مهرجانات فنيه والناس تموت حرقاً في الحرب واخرين لا يجدون كيساً لستر موتاهم  . اتفهم تماماً ان  الترفيه والحفلات الموسيقيه قد تكون نوعاً من المشاريع الاستثماريه الهامه ولها عوائد مهمه  وهي بالطبع اضافه لحياه المجتمع ولكن طريقه الاعلان وتوقيته هو ما نتحدث عنه . فعندما تصاب الاولويات بحمي الشح والاسعار فعلي الجميع ان يدرك ان المشاركه في احاسيس العامه تأتي في مرتبه احترام مشاعر تقديم العزاء التي لا تحتمل مجرد الابتسامه . لذلك يصيبنا جميعاً الدهشه من بعض ما يقدمه بعض الاعلاميين من هزل في مواقع الجد بينما هناك مشاكل عاتيه تمر بنا وحروب حدوديه تهدد امننا.  الهزل ان  تجد مذيعاً يستضيف عرافاً ليقرأ للمشاهدين طالع العالم الجديد أو اخر يتكلم علي ان اكل البصل ليس بهذه الاهميه التي يشكو منها الناس !! أو مسئولاً لا يعطي اهميه لخروج شركه الطيران الوطنيه من تصنيف الشركات العامله في هذا المجال !! و اخر يعزو وجود مشكله زياده التكاليف الي زياده عمر المحالين للتقاعد لأنهم لا يموتون مبكراً !! اما الاهم من كل ذلك ان تجد مسئولاً يصل به الحال من العجز ليخرج علينا بتصريح بأن الحل من عند ربنا . ماهذا الهزل والاستخفاف بمشاعر ومصاعب الناس . كيف يغمّض لهؤلاء جفن والناس تنتظر منهم المشاركه والجهد وتبادل الاراء لنصل الي الطريق الصحيح لا استفزازهم وتحميلهم مسئوليه عجزهم عن مواجهه المشاكل بأفكار جديده واذا لم يكن لهم من كل هذا فالصمت اولي وانفع . واكرر في هذا المقام ان الشعب طرف اصيل و مسئول أيضاً بأن يحتمي بعضه ببعض وان يتعامل بجديه مع ما يقابله من ازمات وان لا تصل تصرفاته الي مستوي الهزل فليس من المعقول استمرار هذا الاسراف في استهلاك الطاقه ونحن نعاني ازمه طاحنه فيها . اناره باهظه حتي الساعات الاولي من النهار وزحام سيارات علي مدار الساعه مما يزيد الازمه صعوبه وتعقيداً. واذا كان علينا ان لا نعطي بالاً لهولاء الذين يعيشون بمعزل عن مشاكلنا ولا يتعاملون معها بجديه جهلاً او سفهاً  فأري انه من الواجب أيضاً ان تكون هناك اجراءات حاسمه للحد من الاسراف الغير معقول في استهلاك الكهرباء والوقود وتحديد اوقات صارمه لأغلاق النشاط التجاري والترفيهي والمواصلات العامه  للحد من حركه السيارات واستهلاك الوقود الفظيع وغير هذا فهو هزل في مواضع الجد بحق  . لا يوجد انفصال في المسئوليه تجاه المجتمع ككل بين قياده ومواطن ، الجميع عليهم ان يكونوا علي مستوي الاحداث والمخاطر التي تمر بنا . وعلينا ان نتجاهل كل ما يحيط بنا من اخبار تافهه و تصريحات بعض المسئولين عن مشاريع ذات طابع رنان اعلامي و لا تمت  لمشاكل الناس والواقع الذي تعيشه بصله رغبه في الظهور و رسم صوره وهميه عن مجهودات وعمل ليس له ثمار او مدخلات فيما نعانيه من ازمات حالياً . وعلينا أيضاً ان نتحمل المسئولية كمواطنين في كل يواجهنا بجديه ومنطق لأن السفينه تحمل الجميع . لم يعد هناك متسع من الوقت لمزيد من الهزل . الدول الكبري تتعامل بجديه في مختلف مجالات حياتها ولذلك وصلت  الي ما وصلت اليه الأن و تمر علي شعوبهم مشاكل عاتيه أيضاً ولكن تعاملهم يظل متسماً بجديه متناهيه والتعامل المنهجي العلمي الصحيح مع هذه المشاكل وتطبيقه علي الجميع بلا استثناء . علينا ان نتعلم كيف نغير منهاج حياتنا الحالي من الشكوي المستمره و خلق اجواء تختلط فيها المعايير وتتوه فيها الحقيقه ويصبح قنص فرصه الظهور هي الهدف  الي منهج علمي واقعي يبغي المصلحه العامه لا المصلحه الفرديه والرغبه في المنصب وحسب . واذا كنا نطلب التغيير فيجب ان نتغير نحن أولاً. والسلام ، 
سقراط

أقرأ أيضا: مناورة بحرية بترولية بالعلمين بالتزامن مع حفر أول بئر بالمياه العميقة غرب المتوسط

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟