للاعلان

Mon,20 May 2024

عثمان علام

مجرد رأي…صوت العرب من القاهرة

مجرد رأي…صوت العرب من القاهرة

الكاتب : سقراط |

10:19 am 27/12/2023

| رأي

| 876


أقرأ أيضا: معيط : دعم المواد البترولية «جريمة».. وبلغ قيمته في الموازنة 220 مليار جنيه

مجرد رأي…صوت العرب من القاهرة


 
لم يكن يقلق الدولة اليهوديه الا هذا النداء المرعب . كانو يخشون ما يقال ويوجه الي الشعوب العربيه عبر هذه الاذاعه اللاسلكيه الشهيره . كان لها تأثير كبير وخاصه اذا كان( عبد الناصر)  هو المتحدث . ربما قد لا يروق للبعض ان ابدي اعجابي بما كان عليه اليهود القدامي ممن قامو علي تأسيس الدوله اليهوديه . كانو بحق مؤمنين بحقهم في الارض والحياه . لم يكونو متغطرسين مثل يهود هذه الايام الذين  افرغوا  كل المعاهدات من مضمونها ولكنهم كانو اشداء يفعلون كل ما يمكنهم لتثبيت دعائم دولتهم حرباً وسلاماً  . لهم تاريخ كبير في السجال مع العرب و مع عبد الناصر تحديداً . كان هذا الرجل زعيماً وطنياً ذا مهابه لا يخشي المواجهه. كانت اذاعه ( صوت العرب) هي لسان حاله وصوته الذي يهز اركان الدوله اليهوديه . كان يحسبون له الف حساب ويقومون علي دراسه كل ما يقوله . كانت تصلهم  من خلالها رسائله العاصفه بصوت ( احمد سعيد ) المميز بأنه سيليقيهم  في البحر ولن يبقي علي يهودي واحد منهم . كان قدماء القاده اليهود اذكياء ذوي خبره وعقيده  حاربو( عبد الناصر) بكل قوتهم وتجاوبوا مع السادات في دعوته للسلام . قامو علي انشاء اذاعه مضاده لصوت العرب و انطلقت اذاعة ( صوت اسرائيل من اورشليم القدس) كانت تنطق بالعربيه و تذيع الاغاني  والبرامج العربيه بكثافه . كانت  موجهه للشعوب العربيه وتسمع بوضوح في ارجاء الوطن العربي كله وخاصه مصر . كان لها  الكثير من طواقم اعداد للبرامج التي لها باع طويل في مواجهه الفكر والثقافه العربيه و كان اشهرهم  ( شاؤول منشيه) في برنامجه حقائق واكاذيب للرد علي عبد الناصر وما يقوله ضدهم  وكان هناك برنامج اخر هو  ( ابن الرافدين) للمعد (سلمان دبي) وهو من اصول عراقيه وكان موجه الي شعوب الشام . كانت حرباً من نوع اخر  حرب الاعلام والرأي  ولكنها كانت مريره . حرب السيطره علي العقول والمشاعر كانو يعرفون عنا نحن العرب كل تفاصيل وعادات وتقاليد حياتنا وطريقه تفكيرنا بينما لم نعرف عنهم الكثير ولم نبذل نحن  مجهوداً في ذلك  . 
—————
كان لهذه الاذاعه دوراً كبيراً في الحروب عندما اعلن عبد الناصر اغلاق قناه السويس ومضيق تيران كونهم مياه مصريه قبل حرب ٦٧ . وردت عليه  في الاذاعه بأن اسرائيل بأنها لن تسمح بذلك وستقوم بضربه عسكرياً ،  بل وأذاعت مكالمه تليفونيه بين عبد الناصر والملك حسين اثناء الحرب لتثبت للمصريين قدرتهم علي التجسس حتي علي مكالمات الرئيس في ذلك الوقت .  وكانت نفس الاذاعه هي من قامت بتوجيه الطيار العراقي الذي فر بطائرته الحربيه  من بغداد الي تل ابيب وذلك بإذاعة اغنيه محدده تعطي له الاشاره بالتحرك. كما تري يظل الحديث عن الصراع العربي الاسرائيلي معين لا ينضب به الكثير من ذكريات وفكر  اليهود القدامي كما نراها ونسمعها ونقرأها في الكتب  . سؤل احدهم اذا كان يري تعامل اسرائيل مع العرب بعد كل هذه السنوات كان صحيحاً او خاطئًا ؟ كانت الاجابه مفاجئه الي حد بعيد عندما اجاب ( لم نكن نعرف ان تأسيس دولتنا في هذه المنطقه سيكون بمثل هذه الصعوبه) . 


بلا جدال استغل  اليهود الكثير من اخطاء العرب وتصرفاتهم و بعض اخلاقياتهم واعتمدو علي خيانه بعضهم كأسلوب ناجع لأختراق وحدتهم وافشال خططهم العسكريه وكان المال بالطبع هو وقود هذه الخيانه . انتهي دور هذه الاذاعات تدريجياً بتطور الارسال التلفزيوني ثم جاءت معاهده السلام مع مصر لتهدئ جذوه اشتعال الحروب . ——————
وتظل ذكريات معدي البرامج في صوت العرب وصوت اسرائيل محفوظة لديهم علي اشرطه كاسيت عتيقه و ينظرون في حسره علي تلك الايام فقطار الزمن قد سبقهم بكل تأكيد. معين معلومات وذكريات الصراع العربي الاسرائيلي مازال به الكثير من الخفايا و المفاجاءت. ايامه طويله عصيبه ماضيه في مستندات بريطانيا المحفوظه وحاضره مع امريكا .  ستجد في كل ذلك خليط عجيب من توجهات الدين والعقيده والسياسه و المصالح الدوليه والعادات وما تربينا وتربو عليه . —————
ينتابني احياناً بعض من تساؤل لماذا لم نستطع التعايش مع هؤلاء الناس بعد كل هذه السنوات والحروب و بعد ان اصبحو امر واقع يصعب تغييره؟ لماذا تأصلت الكراهيه بيننا وبينهم الي هذا الحد ؟ لماذا لا يستطيع قبول مننا الاخر ؟  هم دائماً يرددون  انهم اخذو  قطعه ارض صغيره لهم فيها حقوق دينيه وتاريخيه في وطن عربي كبير شاسع اغلبه صحاري لا يسكنها احد فهل هذا يحتاج الي كل هذه المواجهات و سلاسل  العنف و الحرب التي  لا تنتهي ؟ هل تظل الحرب معهم  قدراً مقدوراً ؟ لا استطيع ان اجد اجابه محدده  و ما نراه الان من احداث يؤكد علي استحاله الاجابه علي تلك الاسئله  . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: الملا : يتفقد سير العمل داخل غرفة إدارة المناورة البحرية بمدينة العلمين

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟