للاعلان

Mon,20 May 2024

عثمان علام

مجرد رأي..استفيدوا من حُب المصريين لوطنهم

مجرد رأي..استفيدوا من حُب المصريين لوطنهم

الكاتب : سقراط |

09:04 am 25/12/2023

| رأي

| 852


أقرأ أيضا: معيط : دعم المواد البترولية «جريمة».. وبلغ قيمته في الموازنة 220 مليار جنيه

مجرد رأي..استفيدوا من حُب المصريين لوطنهم 

 

لن تجد في العالم اجمع شعب يتغني بحب بلاده مثلما تغني ويتغنى هذا الشعب . يفرح يغني ، يبكي يغني . تسيل دموعه وهو يذكر وطنه وارضه وخاصة اذا كان في الخارج. يتضور شوقاً للرجوع الى وطنه وهو الذي حارب الدنيا والظروف وباع من املاكه  ما استطاع لكي يسافر او يهاجر . لا تدري هل هو حب ام ثقافة او تعود . —————-
المصري لا يطيق اي كلمة تقال عن بلاده من غريب او قريب بينما هو يكيل لها كل يوم الكثير من الغضب والعصبية وهو يعيش فيها . اذا ذهب عنها بكي واذا عاد اليها نقم . منطق غريب لا تجد له تعريف. شعور غريب قلما تجده بين شعوب العالم . فكثيراً منهم يذهب ويرحل ويتجنس وينسي موطنه ولا يتذكره لا بالشر ولا بالطيب ويذوب تماماً في واقعه الجديد وتضيع منه الايام والذكريات ولا يعيش الا حاضره وما يتمناه لمستقبله . الا المصري يذهب ويهاجر ويعمل ويتجنس وتظل جذوره حاضرة تشده الى طين الارض التي نشأ عليها ولا تنطفئ جذوة شوقه ولا تذوب عناصره أبداً . هو يعلم تماماً كم قاسى فيها من متاعب وشظف العيش . يعلم كيف عان من الزحام و تراكم القمامة وعصبية الناس وغلاء الاسعار ولكنه ينسى كل ذلك في نفس اللحظة التي تطأ فيها قدمه ارض اجنبيه او غريبه  . 
—————
لست بمعرض كتابه مقال ادبي عن حب الوطن ولكني ارصد ظاهره غريبه لا تجدها بين شعوب الدنيا كلها. ظاهره توضح تباين حاد في المشاعر . مشاعر متناقضه لا يمكن ان تجمعها جنبات نفس بشرية في آن واحد الا عندنا . ولكني هنا اتساءل لماذا لا يترجم هذا الحب الى عمل حقيقي لتطوير هذا الوطن الذي يهيم مواطنيه به حباً. انا وانت وهم نعرف تماماً اننا نحب هذا الوطن ولا نستطيع الاستغناء عنه ولا نطيق عليه اي كلمه او حرف ، اذا لماذا نتعامل معه بهذه الطريقة . لماذا هذا الجفاء ونحن في احضانه ؟ لماذا يجب علينا السفر للخارج لتنفجر فينا ينابيع الحب والشوق اليه؟ هل علينا ان نفقد ما نحب حتي نشعر بقيمته؟ هل فوجئنا بقسوة الحياة والناس والجو في الخارج فأدركنا اننا ظلمنا انفسنا و وطننا ؟ . ربما كانت هذه هي الاسباب ولكن ما اعرفه جيداً ان كل من يعود يعلم تماماً انه سيعود الى التعب والبيروقراطية والزحام والغلاء ، يعود مسلحاً بالاوراق الرسمية والاختام الملونة علي الاوراق لتحدي الاجراءات التي سيواجهها في بلده ويعود أيضاً بأوراق النقد الغاليه التي ستعينه علي الحياة القاسية في وطنه . يعلم كل ذلك جيداً ويدركه ولكنه يعود لا تدري لماذا؟ . عجباً فهو يعود اشتياقاً الي نفس الظروف التي فر منها !!. 
——————
وطن له جاذبية خاصه ، ليس به الكثير من شواهق العمارات ولا الطرق الواسعة ولا مغريات المدن الحديثة في الدول التي من حولنا . ولكنه اختلط بالتاريخ و بمواطنيه في تركيبه غريبة لها مذاق وطعم خاص لا يتذوقها الا ابناء هذا الشعب . قد تجد في النهاية انه ليس عليك ان تناقش او تحلل هذا الشعور وتلك التصرفات فلن تصل في النهاية الي منطق او تحليل سليم . ربما كان له بعض من الدلالات تشير الي انه شعب (كريم) لا (لئيم) ارهقته المعاناة وكثرة العدد وتخفي وراء الصوت العالي وادعاء الجفاء والقسوة بينما تنطلق دموعه عند اول منعطف في حياته . عليك ان تعيش ذلك وتتقبله ولا تجهد نفسك في تفسير حبنا لعسل الوطن الاسود . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: الملا : يتفقد سير العمل داخل غرفة إدارة المناورة البحرية بمدينة العلمين

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟