للاعلان

Mon,20 May 2024

عثمان علام

مجرد رأي…آه يا تربية الحواري

مجرد رأي…آه يا تربية الحواري

الكاتب : سقراط |

09:15 pm 14/12/2023

| رأي

| 1424


أقرأ أيضا: معيط : دعم المواد البترولية «جريمة».. وبلغ قيمته في الموازنة 220 مليار جنيه

مجرد رأي…آه يا تربية الحواري


جملة معروفه بين اطياف الشعب المصري تأتي نهاية دامغة لوصلة من السباب والقذف بين طرفين أو اكثر في حاله عراك .مجرد ذكرها يعلن عن نهاية لهذه الوصلة بأعتبار انها خلاصة كل ما تم اطلاقه ونثره من نقائص في تلك المعركة . ولا ادري لماذا اكتسبت هذه الجملة هذا المعني المسموم علي الرغم من ان الحاره المصريه والعربيه هي منبع الاصاله والتاريخ الجميل و هي تراث وهويه الشعب الذي تعبر عنه بعض المهن والمنتجات  الشعبيه التي تتميز بها حوارينا. الناس كانت تتفاخر بتسمية الحاره على اسم عائلتها . الحاره هي نظام حياة معروف في بلدان العالم العربي اجمع . مشهوره في مصر بالطبع وكذلك في سوريا وفلسطين والمغرب واليمن . لا يوجد في عالمنا من يعشق حياه الحاره سوى في وطننا العربي وخاصة في مصر . الحارة كانت مصدر  غني  لكتابات الادباء العظام امثال محفوظ وعبد القدوس وادريس وانيس منصور وغيرهم كثير . كانت الحارة منبع الثورة وملجأ المناضلين ضد الاحتلال والاستعمار عبر كل زمان . كانت الحارة هي عالم خاص لمن يعيشون فيها والخروج منها يعني لهم السفر والغربه . بها كل الخدمات من مخابز ومحال تجاريه ومساجد وكنائس وربما تجد بعض المدارس . كانت حوارينا تضاهي الشوارع الداخلية في مدن اوروبا القديمة . كانت ارضها من مكعبات البازلت الاسود الذي لا يتسخ . وعندما يشتد المطر تراه وقد بات سواده يلمع بشده .  

الكرته كانت تمشي  وتسمع صوت حدوه الحصان المعروف عليها من فرط نظافتها. الجميع كانو يعرفون بعضهم البعض . يعتبرون اي خناقه  او اشتباك مع افراد حاره اخري كحرب وطنيه يدافعون فيها عن حارتهم واولادهم  وبيوتهم . علمتهم الشوارع الضيقه والملتوية الذكاء والتعامل مع كل ماهو محدود ومسدود . تعلمو التغلب علي صعاب العيش في ارض ضيقه وربما اضفي ذلك عليهم بعض من الخفه والخبث. اذا ما الذي حدث حتي يجعلها الأن واسطه عقد التخاصم والتشاحن ؟ هل الزياده الهائله في السكان فيها ؟ هل تغيرت انماط الحياه وشده الحاجه للمال فجعلت منهم اشباه مجرمين للحصول عليه ؟ هل زياده المنتجات الغذائيه المغلفه والقاء عبواتها بلا مبالاه كعادتنا  هي من جعلها واحه للقذارة والمخلفات ؟ . ربما كل هذا واكثر  .  


ولكن تظل الحاره من عروق هذا الوطن حتي لو كان بها بعض من دم فاسد . تربية الحواري هي من جعلت مقاومه الاحتلال في فلسطين فعاله حتى الأن . خفة وذكاء افراد المقاومه جعلت من هذه الحرب معركة لا تنتهي واصبحت مقتله لأفراد المعتدين . ارض المعركه اصبحت حواري تحت الارض . اقامو حواري بكافه ما تملكه من خصائص تحت الارض . لا يستطيع اي معتدي ان يحارب اولاد حواري ليست في نطاقه . تربية الحواري صعبه جداً في الحروب والمعارك . يشوبها الخبث والرغبة في التصفيه المباشره ونصب الفخاخ . لا احد يجاريهم في كل ذلك بلا منازع . وقع المعتدي في فخ اولاد تربو في هذه الحواري وعندما لم يجدوها علي الارض أنشأوها تحتها فهم لا يستطيعون العيش الا فيها . قد يقول قائل ان اليهود قديماً كانت لهم حاره معروفه بأسمهم في قلب القاهره . وبالتالي فهم علي درايه بتربيه الحواري وعاشو فيها . نعم هذا صحيح . ولكن يهود هذه الايام كانو مصريين أولاً وعندهم الكثير من اخلاقياتهم التي ترفض سفك الدم والقتل . كانو يميلون الي الاستكانة والعمل وجمع المال . لا يحبذون الدخول في اي مشاكل . وعندما قامت ثوره ٥٢ . غادرو بهدوء الي بلدان العالم الاخري بعد ان شعرو انهم لن يستطيعو استكمال حياتهم في هذه الاجواء الجديدة . اما الشعب الذي يرافقنا الان علي حدودنا الشرقية فهم ليسو باليهود الذين نعرفهم . هم مجموعة من المترفين الذين لم يألفوا حياة الحواري وقسوتها . لهم افكار غريبة حتي عن الدين اليهودي السليم . لهم اخلاقيات المستعمر الاوربي او الامريكي ولا درايه لهم اخلاقيات اليهود القدامي و عن اخلاقيات وخفه وذكاء وخبث اولاد الحواري التي تقاوم تطرفهم وتجبرهم علي اهل هذه البلاد . هؤلاء الذين اذاقوهم ذل الهزيمه و يظهرون لهم كالاشباح . لا يموتون الا بعد ان يشبعوا المعتدي ضرباً وقتلاً . الجميع يعلم انه لا تكافؤ علي الاطلاق بين جيش جرار  وبين مجموعه من المقاومين لا في العدد ولا في التسليح ولا في الامكانيات ولا حتي في الطعام اليومي . اذا ما  هذا الذي نراه من معارك ضاريه تشبه معركه بين جيشين يملكان كافه المعدات الحربيه وكافه اللوجستيات التي تؤدي الي معارك ضاريه وخسائر فادحه في الانفس والمعدات . 


هذه زاوية من زوايا تلك الحرب التي افرزت بلاشك مشاعر انسانيه وملاحظات علي حياتنا المجتمعيه التي يجب ان نلقي لها بالاً وان نعتبر مما ستفرزه هذه الحرب الطاحنه من افكار وتصورات جديده  . الحاره واولادها وتربيتها ليست مدعاه لأن تكون سباباً واهانه وانما هي جذور مجتمع يجب المحافظه عليه و رعايتها وان نحرث الارض من حوله لتنظيفها وتهويتها ليكون الثمر يانعاً نافعاً. الحاره هي احد مقومات الامن القومي يجب علينا ان ندرك ذلك جيداً ونعمل علي تدعيمه وان نعمل علي ان تظل حوارينا مصنع للرجال والشباب القوي القادر علي المحافظه علي وطنه اذا اقتضت الحاجه. العدو يمتلك اعتي السلاح ولكنه يهان بعنف مع اولاد الحواري.  هل ادركتم الأن ان تربيه الحواري ليست اهانه ؟ 
والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: الملا : يتفقد سير العمل داخل غرفة إدارة المناورة البحرية بمدينة العلمين

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟