للاعلان

Mon,20 May 2024

عثمان علام

مجرد رأي..صورة التغيير الوزاري القريب

مجرد رأي..صورة التغيير الوزاري القريب

الكاتب : سقراط |

07:09 am 13/12/2023

| رأي

| 1850


أقرأ أيضا: معيط : دعم المواد البترولية «جريمة».. وبلغ قيمته في الموازنة 220 مليار جنيه

مجرد رأي..صورة التغيير الوزاري القريب 
                          

تعطي الصور عادة تعبيرات مختلفة حين تكون من بعيد عن تلك التي تكون اكثر قرباً وتركيزاً. فالصوره البعيده تعطي احساس العمومية وربما بعض من معاني الذكريات والرمزية . بينما تكون الصور من قرب اداة لمعرفة التفاصيل والتركيز عليها ورؤية الواقع المجرد كما هو . والصوره الكبيره بدأت في الاكتمال الأن وتري تفاصيل كثيره بها . بعض من تفاصيل جانب منها توضح  الرغبه في العيش والاستقرار وعلي جانبها الاخر صور الفوضي والحرب والدماء والدمار . تناقض غريب ولكن دائماً ما تسير الحياة بالتناقضات. 


الشعب المصري شعب يغلب عليه السكينه النسبيه لا يسعي كثيراً للتغيير بل ربما يكرهه. الافراد تخاف من مجرد الانتقال من مكان لأخر ، الموظف لا يرغب أبداً في تغيير شركته او حتى مكتبه مهما طال به العمر فيه . اغلب الشعب يهتم بالسلطة التنفيذية لا التشريعية . يهتم بتغيرات الحكومه ولا يهتم باختيارات المجالس النيابية ولا الحياة الحزبية بصفة عامة . السلطة التنفيذية هي من تقف معه و ترافقه في مقدرات حياته اليومية واحتياجاته من مأكل ومسكن وتعليم وصحه . ثقافته الانتخابية تتجه دائماً لمن يعرفه ومن ينشد معه الاستقرار وتحقيق مطالبه فهو حذر تجاه اي تغيير والشارع السياسي في مصر ليس به من التعقيدات الكثير  . ولذلك لا اعطي بالاً لكل الانتقادات التي توجه لأي انتخابات عندنا فهي كلها مثل بعضها فرصه لكرنفالات شعبيه يغلب عليها العاطفة وليس لها حسابات معقده . وحتي غضب الناس في يناير ٢٠١١ كان نابع من مطالب بسيطة لا تتعدي رغيف الخبز وبعض من تحقيق العدالة وهذه مطالب تبدو اساسية في حياة اي شعب . وفي نفس الوقت ستجد كل من قام على حكم مصر قد حاول قدر استطاعته تحقيق هذا الاستقرار والابتعاد عن اية مغامرات او قرارت عنتريه تؤدي الى اهتزاز هذا الاستقرار و كان كل حكامه بالفعل قائمين على حل المشاكل التي تتوالد بصورة كبيرة نتيجة ثقافة هذا الشعب في انماط استهلاكه وطباعه التي اعتاد عليها . هنا تجد الكفتين بها الكثير من الاتزان بين الحاكم والمحكومين وتسير بهم الحياة علي هذا وذاك . 


اما الجانب الاخر من الصورة فتجد حكاماً يدفعون بشبابهم في محرقه حرب مدن وينهار اقتصادهم في عده ايام نتيجه التكاليف الباهظه لتلك الحرب و تذمر الرأي العام هناك لمقتل اولاده وشبابه بصفه يوميه وفزعهم اليومي من  الصواريخ الطائشة . رعونه واضحه وعيون اعماها الغضب لشخصيات يجب ان تكون اكثر حكمه واعمق تفكيراً . فقدو احترام وتعاطف العالم كله في ايام . بل تتجه المطالب الدوليه اليهم بتغيير كافه افراد حكومتهم لفشلهم الذريع في اداره الازمه . 

الحقيقه أيضاً تقول ان الجميع في مصر يطالب بتغيير الحكومه الحاليه بعد ان ادت واجبها واصبح لزاماً ان نري دماء جديده في مختلف الوزارات والمواقع وشتان بين اسباب المطالبه بين تغيير الحكومه هنا وهناك علي الرغم من توحد الفعل . الاهداف مختلفه ومتباينه الي حد بعيد  . مطالب التغيير لتحقيق المزيد من العمل والنشاط هنا غير تلك التي تحيل الجميع الي المحاكمه بتهم الاهمال والتقاعس عن حمايه امنهم  هناك . 


هذه هي الصوره عن قرب بتفاصيلها التي قد لا تبدو واضحه للكل او ربما يحاول البعض ان يتغافل عن تفاصيلها عن عمد . 


سننتقل بعد الانتخابات الي مرحله جديده من العمل وربما بعض المعاناه مع حكومه جديده بكل تأكيد نأمل فيها الكثير ونرغب ان نري وجوهاً جديده في كل وزارتها مع احترامنا لجهود هذه الحكومه فقد ادت دورها وحان وقت التغيير . الطريق مازال طويلاً والتحديات القادمه اثقل واصعب . اما على الجانب الاخر من الصورة فستذهب حكومتهم الي غياهب المحاكمات والنسيان وسيحاولون لملمه جراحهم وفتح صفحه جديده مع العالم الذي سئم من افعالهم وعشقهم لسفك الدماء . وستروي الدماء المسفوكة شجرة الحرية والدوله الجديدة لأبنائها. صورة تجمع الشتات و تباين المستقبل . هي صورة الحياه عن قرب . والسلام ،  

#سقراط

أقرأ أيضا: الملا : يتفقد سير العمل داخل غرفة إدارة المناورة البحرية بمدينة العلمين

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟