للاعلان

Fri,29 Mar 2024

عثمان علام

عثمان علام يكتب: نوفمبر..الشهر الذي ولد فيه علاء حجازي ورحل فيه وخرج للمعاش فيه

عثمان علام يكتب: نوفمبر..الشهر الذي ولد فيه علاء حجازي ورحل فيه وخرج للمعاش فيه

10:44 pm 15/11/2022

| رئيس التحرير

| 3295


أقرأ أيضا: أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات

عثمان علام يكتب: نوفمبر..الشهر الذي ولد فيه علاء حجازي ورحل فيه وخرج للمعاش فيه

 


لا أستطيع أن ارد نفسي أن لا تحزن على فراق المهندس علاء حجازي ، وكيف اردها وقد عرفته فارساً نبيلاً وإنساناً خلوقاً وقيادة لا يشق لها غبار .

 

عاصرته لسنوات ، تميز بالرجولة في سنوات كان يقول الذكور عن أنفسهم انهم رجال ، كان هو رجلاً بكل ما تعنيه الكلمة والجنس والنوع ، كان يمد يده لكل غريق ومشاعره لكل حزين وماله لكل محتاج وسلطاته لكل مظلوم .

 

عندما خرج للمعاش في نوفمبر عام 2019 كتبت : انه ومنذ سنوات طويلة لم تشهد شركة إنبي نهضة كتلك التي شهدتها على يد المهندس علاء حجازي ، رئيسها الذي أكمل عامه الستون اليوم الجمعة 1 نوفمبر من عام 2019 ، هو ذلك الرجل الذي أعاد للشركة ريادتها وثقلها ، وأعاد لها مجدها وجعلها في صدارة الشركات داخلياً وخارجياً ، وليس غريباً على رجل مثل علاء حجازي أن تقتنص إنبي العديد من المشروعات في دول توقفت فيها الشركة لأكثر من ربع قرن .


حدوتة علاء حجازي لم تقتصر على إنبي ، لكن علينا أن نتذكر كيف كان يقيم داخل مشروع ظُهر في بدايته رغم مرضه الشديد ، ولم يفعل مثلما كان يفعل سابقيه ويتابع من مكتبه ، لقد آثر أن يكون في مقدمة من يعملون بحراً وبراً ليتفقد غاز ظُهر وتُكتب لمصر قصة نجاح كان علاء حجازي وسيظل أحد وأهم ابطالها .

 

أبتعد علاء حجازي عن الإعلام ، حتى في الفترات التي سبقت عمله بالهيئة وإنبي ، ربما يرجع ذلك لتكوينه الشخصي وطبيعته العملية أكثر من النظرية الكلامية ، لكن كان لزاماً علينا أن نقدم للمجتمع هذا الرجل الصامت حتى لو كان التقديم في مرحلة التأخير ، لأن هذا الكلام قد يكون سديداً عن رجل أبتعد عن الكرسي ولم يعد يربطنا به سوى تاريخه المشرف ورجولته التي حكى ويحكي عنها الجميع .


المهندس علاء حجازي الذي رحل حصل على بكالوريوس هندسة الاتصالات من جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام ١٩٨٢ والتحق بشركة إنبي عام ١٩٨٣، ثم سافر الى ألمانيا للدراسات العليا في ادارة المشروعات لمده عامين بجامعة ميونخ ، ليعود بعد ذلك لشركة إنبي للعمل في ادارة القياس والتحكم ليتدرج بها في كل مراحلها الادارية حتى يصبح مديرًا عام ثم يحصل في ٢٠٠٦ على درجة مساعد رئيس الشركة للشئون الهندسية للقياس والتحكم وتكليفه بالإشراف على ادارة التوريدات ورئيساً للجنة البت العليا، بعدها حصل على درجة نائب رئيس شركة إنبي في ٢٠١١ 
وتم انتدابه في عام ٢٠١٢ رئيساً لمجلس ادارة شركة جاس كول والعضو المنتدب وقد عمل بتوسيع أنشطتها وإدخالها مجال الطاقة الجديدة والمتجددة .


وفي عام ٢٠١٦ تم تكليفه نائباً لرئيس هيئة البترول للتخطيط والمشروعات فاقتحم كل ملفاتها الصعبة واهمها لجنة فصل المنازعات لتقديم حلول نهائية لها ثم تم تكليفه بإدارة مشروع مصر القومي وهو حقل "ظهر" لإنهاء كل أعماله وحل كل ما يتعرض له من معوقات التشغيل لاستخراج الغاز في الوقت المحدد له وفقاً  للخطة الزمنية الموضوعة ليصبح اسم علاء حجازي هو كلمة السر في هذا المشروع العملاق الذي لفت أنظار العالم لمصر .


وفي اغسطس عام ٢٠١٨ أصبح رئيساً لمجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة "إنبي" ليزج بها للصدارة ويصحح مسارها من التشوهات التي حدثت بها ، فاقتحم كل ملفاتها الادارية والهندسية وأوجد الحلول وفض الاشتباكات وانطلق بالشركة في أسواق جديدة ليحصل على مشروع الضواغط في دولة الإمارات لأول مرة في تاريخ إنبي ، اضافة لتعظيم مشروعات الشركة في المملكة السعودية بفوزه بمشروع معالجة الزيت ومشروع اعادة تأهيل معامل الشيبة وابقيق في الخُبر بالاضافة لمشروعات داخل مصر كمشروع البحر الأحمر وميدور والأعمال المبكرة لشركة أنوبك وتعاقدات شركة النصر للأسمدة ومشروع الاسكندرية للبترول لتصبح جملة ما فازت به شركة إنبي من تعاقدات داخلياً وخارجياً في عهد علاء حجازي قد تجاوز ال٢ مليار دولار بخطة زمنية للتنفيذ لثلاث أعوام قادمة .


وفي 1 نوفمبر من عام 2019 اتم المهندس علاء حجازي عامه الستون بعد مسيرة مشرفة بدأها بتفوقه الدراسي ثم الكفاح في اكتساب الخبرات علمياً وعملياً والتميز في الأداء إلى أن وصل الى قمة هرم النجاح في كل منصب أوكل اليه .


علاء حجازي الذي رحل أمس في نفس الشهر الذي ولد فيه وفي نفس الشهر الذي خرج فيه للمعاش ، كان سحابة تساقط منها الغيث على كل مكان وجد فيه ، سرعان ما كانت تغادر هذه السحابة معه أينما ذهب.


علاء حجازي حزن على ولده الذي فارق منذ أكثر من شهر ونصف ، لكن حزنه كان مكتوماً داخله ، قال البعض أنه لن يستمر ، سيفارق بعده ، قولت لهم : هو قوي وسيتخطى المنحة ، لكنه لم يقوى على ذلك ورحل .

رحم الله المهندس علاء حجازي وأسكنه الفردوس الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون .

أقرأ أيضا: إنبي 2007 يُقصي الاهلي بهدف نظيف ويصعد لنصف النهائي

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟