للاعلان

Fri,19 Apr 2024

عثمان علام

محمد العليمي يكتب : الأرزاق يوزعها الرزاق

محمد العليمي يكتب : الأرزاق يوزعها الرزاق

07:29 pm 12/11/2022

| رأي

| 1754


أقرأ أيضا: مصر تأسف لعجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من عضوية الأمم المتحدة

محمد العليمي يكتب : الأرزاق يوزعها الرزاق

 

الأرزاق والثروات كثيرة ومتعددة، فالمال رزق فالثروة المالية وقوامها من أرقام ضخمة من النقد وممتلكات وعقارات ونفائس وأحجار كريمة، وسبائك ذهبية، ومشاريع عملاقة وشركات كبرى وما إلى ذلك.

والمعرفة رزق فالثروة المعرفية العلمية هي أفضل الكنوز، فهي ليست من الكنوز المادية، انها أكبر الكنوز المعنوية وأعلاها، فالعلم غذاء العقل والأدب غذاء الروح، فالأدب مرآة المشاعر الإنسانية والعواطف والانفعالات ولكنه هو الآخر ليس من الكنوز المادية وانما هو كنز معنوي ايضا والثروة الأخلاقية ومكارم الأخلاق تتصدر قائمة الاولويات من حيث أهميتها الفائقة في حياة الفرد والمجتمع والأمة.

ومن النادر للغاية أْن تجتمع هذه الثروات كلها "المالية والمعرفية والأخلاقية" عند شخص واحد، بل والأغرب ان في الأغلب من يمتلك واحدة أو أثنتين يفتقد الثالثة، فقد عانى معظم العلماء والأدباء من الضيق و اكتووا بنيران الفقر، وكان يقال في الماضي عن الأديب الذي ذُكر إمِلاقه : "أَدْرَكتهُ حِرْفة الأدب" فكأّن الأدب مقترن بصعوبة الأوضاع المالية التي يعيشها الأديب، وقد أشار الى ذلك شاعر النيل حافظ ابراهيم حيث قال : 

فاذا رُزِْقَتَ خلَِيقًة محمودة
فقد آطفاَكُ مَقُسُم الأرزاِق
فالناُس هذا َحّظُه ماٌل و ذا
عِلٌْم وذاَك مكارُم الأخلاِق

ان الأرزاق يوزعها الرزاق عز وجل ولا تحددها المواهب والطاقات وإنما هي منح وعطايا إلهية، وما علينا في هذه الدنيا سوى الكدح والسعي لتحصيل ما يستطيع به المرء سد حاجاته، وانتظار ان يدركنا عطائه فهو العالم بما تخفي الأنفس وما تحوي الصدور ولا علاقه للزرق بالعقل او المعرفة او الجهل.

وكما تتميز الثروة المعرفية ببقائها واستمرار نفعها للنفس وللغير نجد انه علي العكس فالثروات المالية تأتي في حين وتأخدها الرياح في حين آخر، و تؤول من وارث لوراث وينتهي أمرها لمنفعة مؤقتة او كارثة محققة أو هباء تذروه الرياح، أما الثروات الفكرية والعلمية والأدبية فانها تبقيك حاضراً في المحافل والمجالس و عبر امتداد الزمن والتاريخ، وهذا هو الحظ الذي تُغبط عليه، والأهم والأعظم من ثرواتنا العلمية أو المالية، هي ثرواتنا الأخلاقية ففضيلة الرضا ثروة وكفى بها ثروة ، فإذا رضيت بما كتبة الله لك نلت السعاده مجتمعة.

أقرأ أيضا: شخصيات…محمد المصري..دروس في الاختيار

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟