للاعلان

Thu,28 Mar 2024

عثمان علام

الحنين إلى الماضى…ياسمين الجاكي

الحنين إلى الماضى…ياسمين الجاكي

01:48 pm 17/09/2022

| رأي

| 1703


أقرأ أيضا: تعيينات البترول ..يس وياسر ومجدي وراندي وتامر والجيوشي وبركات واسعد وصبحي وعميش وعبدالوهاب

الحنين إلى الماضى…ياسمين الجاكي

الحنين كلمة تشمل معاني جميلة دافئة راقية ، تحمل ارتباطاً بمراجعة الماضى وذكرياته ، تجعلنا نستنشق رائحة الزمن الجميل من بعيد، نرى شريطاً من الذكريات المحفورة بداخلنا .


الحنين إلى الماضى نلجأ إليه لننفصل عن الواقع ، ونجتمع بمن نحب ونشتاق اليهم ، فعندما يغلبك الحزن والفتور والضيق والوحدة تلجأ لإسترجاع هذه الذكريات مع هؤلاء الأشخاص فى تلك الأماكن البعيدة ، لتستدعى وتستحضر الزمن الدافىء الجميل .


أحياناً نجلس فى هدوء وصمت لنجد أنفسنا نسترجع لحظات ومواقف وأوقاتاً تأثرنا بها، تلامس احساسنا وتدفعنا لللجوء للذكريات لتستمر الحياة..
نجد أنفسنا نحنﱣ  لأشخاص فارقتنا ولكنها تسكن بأرواحنا وقلوبنا ، أشخاصاً نقشوا بقلوبنا وعقولنا معان جميلة ، وزرعوا قيماً و مبادىء لا نستطيع التخلى عنها ،، أشخاص وطنوا الحب بقلوبنا رسموا صورهم بأذهاننا .. بتصرفات وأفعال ومواقف لن تنسى ..
رسخوا العديد من المبادىء والمثل التى أصبحت تلازمنا وترافقنا فى دروب الحياة.. فحينما نحنﹼ اليهم نتمنى ان تنقلب وجوه الناس بأجمعها لوجه واحد فقط وهو وجه ذلك الشخص الذى تحن إليه.


نجد أنفسنا نحنﹼ لأماكن عشنا فيها أجمل اللحظات مع أحب الأشخاص، أماكن تتطاير منها الذكريات، بها الأمس البعيد ، مقعد المدرسة ، شارع منزلنا و نافذة بيت العائلة واستنشاق رائحة الدفء فيه.
 

ننظر لصور معلقة على الجدران، فيها من تركنا وترك بداخلنا وجعاً لا ينتهى،، ومنهم من سافر وابتعد،، ومنهم من معنا ولا نراهم ،، فنحن دوماً لهم.. نسترجع صور الطفولة والصبا والشباب ..صوراً لفرحة .. للمة أصدقاء.. لزينة رمضان ..لعطلة على شاطىء البحر.. لأعياد ميلاد ..صوراً لإبتسامة من القلب .. 
نحنﹼ دوماً لأوائل الأشياء فأكثر ما يؤثر فينا البدايات .. بداية كل موقف تعرضنا له ..أول حضن دافىء.. أول يوم دراسة.. أول صديق .. أول شهادة نجاح .. أول هدية .. أول حبيب .. أول فرصة عمل ..أول فرحة من الأهل..اول تحدى ..أول تكريم.


نحنﱣ لأنفسنا القديمة.. ايام الطفولة ايام البراءة وراحة البال ..النوم بدون قلق أوخوف..الدفء فى بيت الأهل والإطمئنان بالسند ..الخوف والقلق النابع من القلب.. أيام العبث واللعب بتلقائية..قراءة الكتب والقصص وسماع الموسيقى فى هدوء..الإنطلاق و التجارب دون خوف .
 
الحنين للماضى بكل تفاصيلة من أكثر الأشياء التى تؤثر فينا وتحتوينا ، ونتمنى لو كان بإمكاننا إسترجاعها من جديد .
 

فهى كل جميل عشنا فيه وتأثرنا به ..الحنين للنقاء.. للحياة البسيطة الهادئة الخاليه من الضوضاء و التكنولوجيا والأبتكارات .. الحنين للتجمع للحديث لسماع الضحكات ..الحنين للراحة.. للرضا .. صيانة العشره ..للحب الخالى من المصلحة والتجمل.
الحنين للماضى دليل على الحب ..على النقاء والصفاء الداخلى.. على الإنتماء والأصاله ..فمهما جفت الورود وضاع جمالها فلن ننسى ان يوماً ما  كان لها عطراً جميلا اسعدنا جميعاً..
 فالأشخاص الذين يميلون للحنين هم الأقل انانية ، من يملكون تقدير الأخرين،  مشاركة الذكريات، من يتمنون رد الجميل وصيانة العشره ، من يتمسكون بالأصول الراسخة ، من يرتبطون بالجماعة و يكرهون العزلة والوحدة.
 

فالحنين لا يقاس بطول المدة وإنما بجمال المواقف التى أثرت فينا وتأثرنا بها حتى لو كانت لحظات.


الحنين إلى الماضى نراه فى لمعة العين حين تتأمل للحظات هادئة شريط الذكريات ، فالحنين للماضى  يبدأ بلمعة عين وينتهى بدمعة من نفس العين.

أقرأ أيضا: مجرد رأي..رسالة للملا.. لن نرضي إلا بعسير الحساب لهؤلاء

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟