10:33 am 20/04/2022
| رأي
| 3559
خيانة عهد…ياسمين دسوقي
يا من تغير ودّه وإنقطع منه الرجاء و وفيت له ولم يدم له وفاء ، وحللت منزلة الأعداء عندما نزل البلاء ، إعلم أن خيانة عهدك لي هي خير دواء.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه “من ضيّع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرّأ من الديانة ”…
بالرغم من تشابك العلاقات وتنوعها في الحياة ، إلا أنه من الأفضل الحفاظ على نوعية معينة من الصداقات كصداقة الأشخاص أصحاب الفكر الواحد و النشأة الواحدة ، بالإضافة إلي ضرورة تتبع الحدس الشخصي والوثوق فيه لأنه خير دليل، و لأن إختيار الأصدقاء يعد من الأمور العظيمة في حياة الإنسان و يعتمد فيها على معاييره الشخصية في عملية إختياره وإنتقاؤه ، التي غالباً ما يكون لها عظيم الأثر في قوة وثبات العلاقة.
و مما لا خلاف عليه أنه من الوارد جداً أثناء عملية إنتقاء الصديق حدوث شئ من الإخفاق فلا تجني تلك العملية ثمارها ، ويتم إكتشافها متأخراً ، فالخيبة التي قد تأتيك من صديق ، آمنت له ووثقت به وأنزلته منزلة الأهل ، وعاملته معامله الأخ ، تعد من أصعب المواقف التي قد تمر علينا، نظراً لتركها بصمة لن تنسى أبداً .
فتتأثر النفس ،ويصاب القلب بجرح شديد ، وتحل الخيبة ويسود شعور الخذلان بسبب أشخاص توسمنا فيهم الإخلاص ،و أسكناهم ربوع القلب ومنحناهم الإهتمام والتقدير، وحلّو محل السند و إعتبرناهم مصدر القوة والدعم لنا.
ولكي تتخطى حالة الخذلان التي أصابتك ، فعليك ترميم وتطيب جروحك ، بالإنسحاب من هذة العلاقة بطريقة هادئة و بشكل تدريجي،حيث يعد ذلك هو الخيار الوحيد الصائب والأنسب لبداية تخطيك لتلك الأزمة ، وأعلم أن خذلان صديق واحد لك سوف يزيدك خبرة في إختيار أصدقاء جدد ، تجد فيهم الصدق والأمانة ، يفرحون بكل إنجاز ونجاح تحققه، يساندون ويدعمون ، ووقت الشدة تجدهم متواجدون ، فلا تفقد الأمل ابداً، فلولا وجود السيئ ما وجد الجيد .
كاتب المقال: ياسمين دسوقي مدير عام مساعد التدريب ..شركة "بتروسيف"
وعضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة
